أولا، ثم الخيال، ثم الواهمة، ثم الحافظة، ثم العاقلة، وإن صح الترتيب الأول أيضا بوجه آخر.
وفي بعض النسخ الفكر - بالكسر -، وفي بعضها الفكر - كعنب - جمع الفكرة بمعنى الفكر كسدرة وسدر.
والمعقول مصدر من قولك عقلت الشيء - من باب ضرب - عقلا ومعقولا أي منعته وحجزته ونهيته عن الضياع، فيرجع في بعض المقامات إلى معنى الحفظ، ومنه العقال لما يعقل به البعير لمنعه إياه عن السير والحركة، قال (صلى الله عليه وآله): أعقل بعيرك وتوكل على الله (1)، قال المولوي:
گفت پيغمبر با واز بلند * با توكل زانوى اشتر ببند ومنه أيضا العقل للإنسان لمنعه له عن الارتكاب بالمهالك والاقتحام في المسالك، والمعقول كما جاء مصدرا جاء بمعنى المفعول أيضا أي المدرك بالعقل، وقد يقال لمطلق المدرك بالحواس الباطنية، من عقله إذا أدركه وحفظه وتصوره، وعقلت عن فلان غرمت عنه جنايته، وعقلت له دم فلان إذا تركت القود للدية، فليفرق في الاستعمالات بين عقلته، وعقلت عنه، وعقلت له.
وفي الخبر: ((لا تعقل العاقلة عمدا ولا عبدا ولا صلحا ولا اعترافا)) (2)، قال أبو حنيفة: هو أن يجني العبد على حر، وقال ابن أبي ليلى: هو أن يجني الحر على عبد، وصوبه الأصمعي وقال: لو كان المعنى على ما قال أبو حنيفة لكان الكلام لا تعقل العاقلة عن عبد ولا يعقل عبدا، وقال: كلمت أبا يوسف القاضي في ذلك بحضرة الرشيد، فلم يفرق بين عقلته وعقلت عنه حتى فهمته (3).
قال في النهاية في معنى الحديث: أي إن كل جناية عمد فهي من مال الجاني