المروة قال: يا أيها الناس إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدى ولجعلتها عمرة، فمن لم يكن معه هدى فليحل وليجعلها عمرة. فحل الناس كلهم.
فقال سراقة بن مالك بن جعشم وهو في أسفل الوادي: يا رسول الله، ألعامنا هذا أم للأبد؟ فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه فقال: للأبد. ثلاث مرات.
ثم قال: " دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة ".
* * * قال: وقدم على من اليمن بهدى وساق رسول الله صلى الله عليه وسلم معه من هدى المدينة هديا، فإذا فاطمة قد حلت ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت: أمرني به أبى. قال: على بالكوفة: قال جعفر " قال " أي هذا الحرف لم يذكره جابر. فذهبت محرشا (1) أستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذي ذكرت فاطمة، قلت: إن فاطمة لبست ثيابا صبيغا واكتحلت وقالت: أمرني أبى. قال: صدقت صدقت، أنا أمرتها به.
وقال جابر: وقال لعلى: بم أهللت؟ قال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك.
قال: ومعي الهدى. قال: فلا تحل.
قال: وكان جماعة الهدى الذي أتى به على من اليمن والذي أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة، فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثا وستين ثم أعطى عليا فنحر ما غبر، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة (2) فجعلت في قدر، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد نحرت هاهنا، ومنى كلها منحر. ووقف