ولا علينا فاستدار حتى صار كالإكليل والشمس طالعة في المدينة والمطر يجئ على ما حولها يرى ذلك مؤمنهم وكافرهم: فضحك صلى الله عليه وآله وقال: لله در أبى طالب لو كان حيا قرت عيناه، فقام أمير المؤمنين علي عليه السلام وقال:
يا رسول الله كأنك تريد قوله:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل يطوف به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل الثمال بالكسر الغياث يقال فلان ثمال قومه أي غياث لهم يقوم بأمرهم (ومنها) انشقاق القمر وقصته معروفة وغير ذلك من إخباره بالمغيبات والكائنات مما هو مشهور في الكتب والسير والتواريخ لو تتبع وجمع لجاء في عدة مجلدات ولتعذر جمعه لكثرته وسعة أقطاره، ومن أين وكيف يصف اللسان فضله وشرفه وهو خلاصة الوجود، أنكره من أنكره وعرفه من عرفه.
فأما أخلاقه وكرمه وشجاعته وفصاحته وأمانته وذكره وشكره وعبادته وكرم عترته وشفقته وأدبه ورفقه وأناته وتجاوزه وبأسه ونجدته وعزمه وهمته وعلمه وحكمته وزهده وورعه ورضاه وصبره وفكره واعتباره وتبصره وخوفه من ربه وخشوعه وتواضعه وخضوعه وكرم آبائه وجدوده وسخاؤه وجوده وصمته وبيانه وصدق لهجته ورعايته للعهد ووفاؤه بالوعد وعدم تلونه واستمرار طريقته وإنصافه في معاملته وحسن خلقه وخلقه وجده ووقاره وضياؤه وأنواره وحيائه ولينه وثقته ويقينه وعفوه ورحمته وصفحه وقناعته وصدق توكله ومكانته من الله تعالى التي يدل عليها ما نقلته من مسند أحمد بن حنبل عن عبد الرحمان بن عوف قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فاتبعته حتى دخل نخلا فسجد وأطال السجود حتى خفت أو خشيت أن يكون الله عز وجل قد توفاه وقبضه، فجئت أنظر فرفع رأسه فقال: