كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٣٩
خير تجدوه عند الله) فقبلنا ذلك منهم وعلمناه وعرفنا أن خيرة الخيرة أكثرهم في الجهاد عناءا وأبذلهم لنفسه في طاعة الله، وأقتلهم لعدوه، فسألناهم عن هذين الرجلين علي بن أبي طالب عليه السلام وأبى بكر أيهما أكثر عناءا في الحرب وأحسن بلاءا في سبيل الله؟ فأجمع الفريقان على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب انه كان أكثر طعنا وضربا وأشد قتالا وأذب عن دين الله ورسوله صلى الله عليه وآله، فثبت بما ذكرناه من إجماع الفريقين ودلالة الكتاب والسنة ان عليا عليه السلام أفضل وسألناهم ثانيا عن خيرته من المتقين، فقالوا: هم الخاشعون بدليل قوله تعالى: (وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد) إلى قوله: (من خشى الرحمن بالغيب) وقال تعالى: أعدت للمتقين الذين يخشون ربهم) ثم سألناهم من الخاشعون؟ قالوا: هم العلماء لقوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) ثم سألناهم جميعا من أعلم الناس؟ قالوا: أعلمهم بالقول وأهداهم إلى الحق وأحقهم أن يكون متبوعا ولا يكون تابعا بدليل قوله تعالى: (يحكم به ذوا عدل منكم) فجعل الحكومة إلى أهل العدل فقبلنا ذلك منهم، ثم سألناهم عن أعلم الناس بالعدل من هو؟ قالوا: أدلهم عليه، قلنا: فمن أدل الناس عليه قالوا: أهداهم إلى الحق وأحقهم أن يكون متبوعا ولا يكون تابعا بدليل قوله تعالى: (أفمن يهدى إلى الحق) الآية، فدل كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله والاجماع أن أفضل الأمة بعد نبيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لأنه إذا كان أكثرهم جهادا كان أتقاهم. وإذا كان أتقاهم كان أخشاهم وإذا كان أخشاهم كان أعلمهم. وإذا كان أعلمهم كان أدل على العدل، وإذا كان أدل على العدل كان أهدى الأمة إلى الحق، وإذا كان أهدى كان أولى أن يكون متبوعا وأن يكون حاكما لا تابعا ولا محكوما عليه.
وأجمعت الأمة بعد نبيها انه خلف كتاب الله تعالى ذكره، وأمرهم
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357