زوجها أبو معبد ومعه أعنز عجاف، فرأى اللبن فقال: من أين لكم هذا ولا حلوبة لكم والشاة عازب؟ فقالت: إنه مر بنا رجل مبارك من حديثه كيت وكيت وحدثته - الحلب بالتحريك اللبن المحلوب مصدر حلب الناقة يحلبها حلبا. والحلوب والحلوبة ما يحلب وجاء بالهاء لأنك تريد الشئ الذي يحلب أي اتخذوه ليحلبوه وليس لتكثير الفعل، وتفاجت فرجت ما بين رجليها ووسعته، وتقول: فعلت ذلك عودا بعد بدء، ورجع عوده على بدئه إذا رجع في الطريق الذي جاء منه، والعجف بالتحريك: الهزال، والأعجف المهزول وقد عجف والأنثى عجفاء والجمع عجاف، والعازب البعيد وكيت وكيت يقال بالفتح والكسر والتاء فيها هاء في الأصل فصارت تاءا في الوصل ونقل الزمخشري في كتابه ربيع الأبرار عن هند بنت الجون قالت:
نزل رسول الله صلى الله عليه وآله خيمة خالتها أم معبد، فقام من رقدته فدعا بماء فغسل يديه ثم تمضمض ومج في عوسجة إلى جانب الخيمة فأصبحنا وهي كأعظم دوحة وجاءت بثمر كأعظم ما يكون في لون الورس ورايحة العنبر وطعم الشهد ما أكل منها جائع إلا وشبع ولا ظمآن إلا روى، ولا سقيم إلا برئ، وما أكل من ورقها بعير ولا شاة إلا در لبنها وكنا نسميها المباركة وينتابنا من البوادي من يستشفى بورقها ويتزود منها حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمرها، وصغر ورقها، ففزعنا فما راعنا إلا نعى رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم إنها بعد ثلاثين سنة أصبحت ذات شوك، من أسفلها إلى أعلاها وتساقط ثمرها فذهب فما شعرنا إلا بمقتل أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فما أثمرت بعد ذلك وكنا ننتفع بورقها، ثم أصبحنا وإذا بها قد نبع من ساقها دم عبيط وقد ذبل ورقها، فبينا نحن فزعون مهمومون إذ أتانا مقتل الحسين عليه السلام ويبست الشجرة على أثر ذلك وذهبت، والعجب كيف لم يشتهر أمر هذه الشجرة كما اشتهر أمر