كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٣٦
ولا تكسب من بنى هاشم، وقال أبو سفيان بن الحرث:
لقد علمت قريش غير فخر بأنا نحن أجودهم حصانا وأكثرهم دروعا سابغات وأمضاهم إذا طعنوا سنانا وأدفعهم عن الضراء فيهم وأثبتهم إذا نطقوا جنانا ومما يضم إلى جملة القول في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام انه أطاع قبلهم ومعهم وبعدهم، وامتحن بما لم يمتحن به ذو عزم، وابتلى بما لم يبتل به ذو صبر.
وأما جملة القول في ولد علي عليه السلام فان الناس لا يعظمون أحدا من الناس إلا بعد أن يصيبوا منهم وينالوا من فضلهم، وإلا بعد أن تظهر قدرتهم، وهم معظمون قبل الاختبار، وهم بذلك واثقون وبه موقنون فلو لا أن هناك سرا كريما، وخيما (1) عجيبا وفضلا مبينا، وعرقا ناميا لاكتفوا بذلك التعظيم، ولم يعانوا تلك التكاليف الشداد والمحن الغلاظ.
وأما المنطق والخطب فقد علم الناس كيف كان علي بن أبي طالب عند التفكير والتحبير، وعند الارتجال والبدأة، وعند الاطناب والايجاز في وقتيهما، وكيف كان كلامه قاعدا وقائما، وفي الجماعات ومنفردا مع الخبرة بالأحكام والعلم بالحلال والحرام، وكيف كان عبد الله بن العباس رضوان الله عليه الذي كان يقال له الحبر والبحر، ومثل عمر بن الخطاب يقول له: غص يا غواص وشنشنة أعرفها من أخزم، قلب عقول ولسان قؤول، ولو لم يكن لجماعتهم إلا لسان زيد بن علي بن الحسين، وعبد الله بن معاوية بن جعفر، لقرعوا بهما جميع البلغاء وعلوا بهما على جميع الخطباء، ولذلك قالوا: أجواد أمجاد، وألسنة حداد، وقد ألقيت إليك جملة من ذكر آل الرسول يستدل بالقليل منها على الكثير، وبالبعض على الكل، والبغية في ذكرهم أنك متى عرفت هامش (1) الخيم، السحية والطبيعة، ولا مفرد لها. (*)
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357