كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٨٢
لا تقتلني قتله إلا قتلتك مثلها، ولقد خبرني أمير المؤمنين عليه السلام أن منيتي تكون ذبحا ظلما بغير حق فأمر به فذبح وهذا أيضا من الاخبار التي صحت عن أمير المؤمنين ودخلت في باب المعجز القاهر والدليل الباهر، والعلم الذي خص الله به حججه من أنبيائه ورسله وأوصيائه عليهم السلام وهو لا حق بما قدمناه.
ومن ذلك أنه قال للبراء بن عازب: يا براء يقتل ولدى الحسين عليه السلام وأنت حي فلا تنصره، فلما قتل الحسين (ع) قال البراء: صدق علي عليه السلام قتل الحسين ولم أنصره وأظهر الحسرة على ذلك والندم.
ومن ذلك أنه وقف في كربلاء في بعض أسفاره ناحية من عسكره، فنظر يمينا وشمالا واستعبر باكيا ثم قال: هذا والله مناخ ركابهم وموضع منيتهم، فقلنا يا أمير المؤمنين ما هذا الموضع؟ قال: هذا كربلاء، يقتل فيه قوم يدخلون الجنة بغير حساب، ثم سار ولم يعرف الناس تأويل قوله، حتى كان من أمر الحسين (ع) ما كان.
ومن ذلك ما رواه الناس أنه لما توجه (ع) إلى صفين واحتاج أصحابه إلى الماء فالتمسوه يمينا وشمالا فلم يجدوه، فعدل بهم أمير المؤمنين (ع) عن الجادة قليلا فلاح لهم دير في البرية، فسار وسأل من فيه عن الماء فقال: بيننا وبين الماء فرسخان، وما هنا منه شئ، وإنما يجلب لي من بعد، واستعمله على التقتير ولولا ذلك لمت عطشانا، فقال أمير المؤمنين اسمعوا ما يقول الراهب، فقالوا: تأمرنا أن نسير إلى حيث أو ماء إلينا لعلنا ندرك الماء وبنا قوة؟ فقال (ع): لا حاجة بكم إلى ذلك، ولوى عنق بغلته نحو القبلة وأشار إلى مكان بقرب الدير أن اكشفوه، فكشفوه فظهرت لهم صخرة عظيمة تلمع، فقالوا: يا أمير المؤمنين هنا صخرة لا تعمل فيها المساحي فقال: هذه
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357