أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله بمائة منقبة وشاركهم في مناقبهم، قال: ابن التيمي هو موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ثقة ابن ثقة أسند عنه العلماء والاثبات ورواه غيره مرفوعا لكن لم يعتمد عليه.
ونقلت من كتاب الأربعين للحافظ أبى بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني عن عطاء بن ميمون عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
انا وعلي حجة الله على عباده.
قلت: وقد أورده صديقنا العز المحدث الحنبلي الموصلي عن أنس انه قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وآله إذ أقبل علي بن أبي طالب فقال: يا أنس أنا وهذا حجة الله على خلقه.
قلت: هذا الحديث دليل على أن مكانة أمير المؤمنين عليه السلام لا يدانيها أحد من الناس، وان محله من رسول الله صلى الله عليه وآله عالي البناء محكم الأساس وان شرفه قد بلغ الغاية التي تحير صفتها الألباب. ويعجز إدراكها الأصحاب، ويجب على العقلاء أن يلقوا إليها بالمقاليد اذعانا لشأوها البعيد فإنه جعل حاله مثل حاله، ونزله منزلته في هذا وفي كثير من أقواله، ومن كان حجة على العباد فمن ينسج منواله، أو يحذو على مثاله، أم كيف يمنع عن أفعاله وهو حجة على الناس وهم من عياله صلى الله عليه وآله.
ونزيده ايضاحا وهو ان هذا يدل على أن كلما كان للنبي (ص) فلعلي مثله، لاشتراكهما في أنهما حجة الله على عباده، فاما النبوة فإنها خرجت بدليل آخر، فبقى ما عداها من الولاية عليهم، وجباية خراجهم، وقسمته بينهم وإقامة حدودهم والامر بالمعروف والنهى عن المنكر، وهذا واضح لمن تأمله وأنصف.