[ما دار بين الإمام الحسن ومعاوية في الصلح وشروطه، وإرسال معاوية إلى الامام بصحيفة بيضاء وقع في أسفلها وختمها بخاتمه أن اشترط في هذه الصحيفة ما تريد. ثم عدوله بعد الصلح عن عهده وعدم تنفيذه شيئا من الشروط].
311 - أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت:
حيلولة: وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله، قالا: أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر، أنبأنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان أنبأنا الحجاج، حدثني جدي:
عن الزهري قال: فكاتب الحسن لما طعن معاوية وأرسل يشرط شرطه [ظ] فقال: إن أعطيتني هذا فإني سامع مطيع وعليك أن تفي به. فوقعت صحيفة الحسن في يد معاوية وقد أرسل معاوية إلى الحسن بصحيفة بيضاء مختوم على أسفلها وكتب إليه أن اشترط في هذه ما شئت فما اشترطت فهو لك. فلما أتت حسنا جعل يشترط أضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك وأمسكها عنده، وأمسك معاوية صحيفة الحسن التي كتب إليه يسأله ما فيها.
فلما التقيا وبايعه الحسن سأل حسن معاوية أن يعطيه الشروط التي اشترط في السجل الذي ختم معاوية على أسفله فأبي معاوية أن يعطيه ذلك، وقال لك ما كنت كتبت إلي تسألني أن أعطيك فإني قد أعطيتكها حين جاءني. فقال له الحسن: وأنا قد اشترطت عليك حين جاءني سجلك وأعطيتني العهد على الوفاء بما فيه.
فاختلفا في ذلك، فلم ينفد [معاوية] للحسن من الشرط شيئا (1).