[وفوده عليه السلام إلى معاوية لاسترداده عنه ما يمكنه من حقوقه. وما ورد من أنه عليه السلام في بعض السنين وقع في ضيق وضنك، فأراد أن يكتب إلى معاوية يذكره حبس حقوقه فرأى النبي في المنام فعلمه دعاءا فدعا به فأرسل إليه معاوية بعضا من حقوقه المغصوبة عنه].
5 - أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي أنبأنا أحمد بن محمد بن أبي عثمان وأحمد بن محمد بن إبراهيم.
حيلولة: وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد القصاري أنبأنا أبي قالا: أنبأنا إسماعيل بن الحسن بن عبد الله، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن صدقة الفرائضي (1) أنبأنا العباس بن محمد الدوري أنبأنا علي بن الحسن بن سفيان، أنبأنا الحسين بن واقد:
عن عبد الله بن بريدة قال: قدم الحسن بن علي بن أبي طالب على معاوية فقال: لأجيزنك بجائزة ما أجزت بها أحدا قبلك ولا أجيز بها أحدا بعدك. [قال] فأعطاه أربعمائة ألف درهم (2).
6 - وقرأت في كتاب دفعه إلي أبو بكر عتيق بن علي بن أحمد - أظنه من كتب محمد بن يحيى الصولي - أنبأنا المبرد في إسناد ذكره أن الحسن بن علي كان يفد كل سنة إلى معاوية فيصله بمائة ألف درهم، فقعد سنة عنه ولم يبعث معاوية إليه بشئ فدعا بدواة ليكتب إليه فأغفى قبل أن يكتب فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه كأنه يقول يا حسن أتكتب إلى مخلوق تسأله حاجتك وتدع أن تسأل ربك؟ قال: فما أصنع يا رسول الله وقد كثر ديني؟ قال: قل: اللهم إني أسألك من كل أمر ضعفت عنه قوتي [و] حيلتي ولم تنته إليه رغبتي ولم يخطر ببالي ولم يبلغه أملي ولم يجر على لساني من اليقين الذي أعطيته أحدا من المخلوقين الأولين والآخرين إلا خصصتني به يا أرحم الراحمين.
قال الحسن: فانتبهت وقد حفظت الدعاء فكنت أدعو به فلم يلبث معاوية أن ذكرني فقيل له: لم يقدم السنة فأمر لي بمائتي ألف درهم.
[قال ابن عساكر:] وقد وقعت إلي هذه الحكاية بإسناد وهي أتم من هذه إلا إنه ليس فيها ذكر وفوده: