عن أبي إسحاق عن حارثة، عن علي أنه خطب الناس، ثم قال: إن ابن أخيكم الحسن بن علي قد جمع ما لا وهو يريد أن يقسمه بينكم. فحضر الناس فقام الحسن فقال: إنما جمعته للفقراء. فقام نصف الناس ثم كان أول من أخذ منه الأشعث بن قيس.
[مرور الإمام الحسن عليه السلام على بستان فيه غلام بيده رغيف يأكل منه لقمة ويطعم الكلب الواقف أمامه لقمة، وسؤال الامام عنه وجواب الغلام له، ثم حلف الامام للغلام أن لا يبرح من مكانه حتى يرجع إليه، ثم ذهابه إلى صاحب البستان واشتراؤه منه ورجوعه إلى الغلام وعتقه إياه وهبته البستان له].
249 أخبرنا أبو الحسن ابن قبيس، أنبأنا وأبو منصور ابن خيرون: أنبأنا أبو بكر الخطيب (1) أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه (2) أنبأنا مقاتل بن محمد بن بنان العكي قال:
سمعت إبراهيم بن إسحاق المعروف بالحربي يقول - وقد سألوه عن حديث عباس البقال فقال:
خرجت إلى الكبش (3) ووزنت لعباس البقال دانقا إلا فلسا فقال لي: يا أبا إسحاق حدثني حديثا في السخاء فلعل الله عز وجل يشرح صدري فأعمل شيئا. قال: فقلت له: نعم:
روي عن الحسن بن علي أنه كان مارا في بعض حيطان المدينة فرأى أسود بيده رغيف / 470 / ب / يأكل لقمة ويطعم الكلب لقمة إلى أن شاطره الرغيف، فقال له الحسن: ما حملك على أن شاطرته ولم تغابنه فيه بشئ؟ فقال: استحت عيناي من عينيه أن أغابنه. فقال له: غلام من أنت؟ قال:
غلام أبان بن عثمان. فقال له: والحائط؟ قال: لأبان بن عثمان. فقال له الحسن: أقسمت عليك لا برحت حتى أعود إليك. فمر فاشترى الغلام والحائط وجاء إلى الغلام فقال: يا غلام قد اشتريتك.
فقام قائما فقال: السمع والطاعة لله ولرسوله ولك يا مولاي. قال: وقد اشتريت الحائط وأنت حر لوجه الله والحائط هبة مني إليك. قال: فقال الغلام: يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له (4).
.