فاعتزل سعيد بن العاص فوالله ما نازعنا في الصلاة وقال: أنتم أحق بميتكم فإن قدمتموني تقدمت.
فقال: حسين بن علي: تقدم فلو لا أن الأئمة تقدم ما قدمناك.
قال: وأنبأنا محمد بن سعد (1) أنبأنا محمد بن عمر، أنبأنا هاشم بن عاصم، عن المنذر ابن جهضم قال: لما اختلفوا في دفن حسن بن علي نزل سعد بن أبي وقاص وأبو هريرة من أرضهما فجعل سعد يكلم حسينا [و] يقول: الله الله فلم يزل بحسين حتى ترك ما كان يريد.
قال: وأنبأنا ابن سعد (2) أنبأنا محمد بن عمر، أنبأنا علي بن محمد العمري عن عيسى بن معمر، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، قال: سمعت عائشة تقول يومئذ هذا الامر لا يكون أبدا!! يدفن ببقيع الغرقد ولا يكون لهم رابعا! والله إنه لبيتي أعطانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته وما دفن فيه عمر وهو خليفة إلا بأمري وما آثر علي عندنا بحسن (3).
قال: وأنبأنا ابن سعد (4) أنبأنا محمد بن عمر، أنبأنا عبد الله بن نافع، عن أبيه قال:
سمعت أبان بن عثمان يقول: إن هذا لهو العجيب يدفن ابن قاتل عثمان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر؟! ويدفن أمير المؤمنين الشهيد المظلوم ببقيع الغرقد.