طيبه - فقال لي: يا مدرك إجمع لي غلمان البستان. قال: [فجمعتهم] فقدم إليهم فأكلوا ولم يأكل فقلت ألا تأكل؟ فقال: ذاك كان أشهى عندي من هذا، ثم قاموا فتوضأوا، ثم قدمت دابة الحسن فأمسك له ابن عباس بالركاب وسوى عليه، ثم جئ بدابة الحسين فأمسك له ابن عباس بالركاب وسوى عليه، فلما مضيا قلت [لابن عباس]: أنت أكبر منهما تمسك لهما وتسوي عليهما؟
فقال: يا لكع أتدري من هذان؟ هذان ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ليس هذا مما أنعم الله علي به أن أمسك لهما وأسوي علهما؟ (1).
قال: وأنبأنا محمد بن سعد (2) أنبأنا أحمد بن عبد الله بن يوسف (3) أنبأنا زهير بن معاوية، أنبأنا عمار بن أبي معاوية الدهني (4) حدثني أبو سعيد. قال: رأيت الحسن والحسين صليا مع الامام العصر (5) ثم أتيا الحجر فاستلماه ثم طافا أسبوعا وصليا ركعتين، فقال الناس هذان ابنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فحطمهما (6) الناس حتى لم يستطيعا أن يمضيا ومعهما رجل من الركانات فأخذ الحسين بيد الركاني (7) ورد الناس عن الحسن - وكان يجله - وما رأيتهما مرا بالركن الذي يلي الحجر من جانب الحجر إلا استلماه. قال: قلت لأبي سعيد:
فلعله (8) بقي عليهما بقية من أسبوع قطعته الصلاة؟ قال: لابل طافا أسبوعا تاما.
قال: وأنبأنا ابن سعد (9) أنبأنا الفضل بن دكين، أنبأنا عبيد أبو الوسيم الجمال، عن سليمان أبي شداد (10) قال: كنت ألاعب الحسن والحسين بالمداحي فكنت إذا أصبت مدحاته فكان