عنكم الرجس). وأمر إبراهيم بتطهير البيت (وطهر بيتي)، والله تعالى طهر بيت علي (ويطهركم تطهيرا). وملوك الروم من نسل إبراهيم، والأئمة الاثنا عشر من صلب علي (ع) وأثنى الله عليه (ان إبراهيم كان أمة) لأنه كان وحيدا في زمانه بالتوحيد وعلي أول من أسلم، وقال: (ان إبراهيم كان أمة قانتا لله)، ولعلي: (أم من هو قانت). وقال له: (كان حنيفا مسلما)، ولعلي: (على ملة إبراهيم) ودين محمد ومنهاج علي حنيفا مسلما. وقال له: (شاكرا لأنعمه)، ولعلي: (الذين يذكرون الله).
وقال في إبراهيم: (الذي وفى)، ولعلي: (الذين يذكرون الله).
وقال في إبراهيم: (الذي وفى)، ولعلي (يوفون بالنذر). وقال: (انه في الآخرة لمن الصالحين)، ولعلي (وصالح المؤمنين). وقال: (ان إبراهيم لحليم أواه منيب) ولعلي: (يحذر الآخرة ويرجو رحمة به). وكان إبراهيم مؤذنا للحج (وأذن في الناس) وعلى مؤذن الله (وأذان من الله ورسوله). وإبراهيم فارق قومه (واعتز لكم وما تدعون من دون الله فأخرج من نسله سبعين الف نبي ووهبنا له إسحاق ويعقوب) وعلي فارق قريشا فجعله الله في أفضلها وهم بنو هاشم وأعطاه النسل الطيب. وعادى إبراهيم قومه (فإنهم عدو لي إلا رب العالمين)، وعادت قريش عليا فأبادهم بالسيف.
وقال إبراهيم: (ان هذا لهو البلاء المبين)، وقال النبي: أنا ابن الذبيحين، يعني إسماعيل و عبد الله، وابتلي علي أكثر. ورمي إبراهيم مشدودا عن المنجنيق وهو مكره، ورمي علي عن المنجنيق في ذات السلاسل وهو مختار. وقال في حق إبراهيم (فألقوه في الجحيم) وألقى علي نفسه في وادي الجن وحاربهم. وصارت نار الدنيا على إبراهيم بردا وسلاما (قلنا يا نار كوني بردا وسلاما)، وتصير نار الآخرة على محبي علي بردا وسلاما حتى تنادي الجحيم: جز يا مؤمن فقد أطفى نورك لهبي. ادعى في محبة إبراهيم خلق فقال فمن تبعني فإنه مني، وادعى في محبة علي خلق فقال الله: (ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه) الآية. وإبراهيم أوجس في نفسه خيفة من الملائكة، وتكلم علي معهم قال العوني:
علي كليم الجن في يوم دجنة * ومن قلتما من مثلها خرسان وسائر الأنبياء بعد إبراهيم من نسله (ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين) وسائر الأوصياء من ولد علي (واتبعناهم ذرياتهم بايمان). إبراهيم أسس الكعبة (ان أول بيت وضع للناس). وعلي أظهر الاسلام وطهر الكعبة من الأزلام. وإبراهيم كسر ثلاثمائة وستين صنما أكبرها هبل. ابتلى الله إبراهيم بقربان الولد (اني أرى في المنام