بدل كل نفقة أنفقتها على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم [نفقتين] (1) في سبيل الله، ولاقفن مكان كل موقف وقفته على رسول الله صلى الله عليه وسلم موقفين على أعداء الله.
قال: ثم وثب الحارث بن هشام [وقال مثل (2) -] ذلك القول، ووثب عكرمة بن أبي جهل ورجال أهل مكة... (3) فقال أبو بكر: اللهم بلغهم أفضل ما يؤملون واتجرهم... (4) قال وسر عمر بن الخطاب وغيره من المسلمين بما كان من أهل مكة... (5) شديدا.
قال: ثم دعا أبو بكر رضي الله عنه عمرو بن العاص فقال له... (6) أتحب أن تخرج في هذا الوجه إلى جهاد الروم؟ فقال عمرو: أحب ذلك يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال له أبو بكر: هؤلاء أشراف قومك من أهل مكة يريدون الخروج (7)، فإن كانت نية صادقة فأخرج فعسكر خارج المدينة حتى أندب إليك الناس، قال عمرو: أخرج على أن أكون أميرا على جميع الناس، فقال أبو بكر رضي الله عنه: أمير على كل من أبعثه معك، قال عمرو: لا بل كل من أقدم [عليه] (8) من المسلمين بالشام. قال أبو بكر: لا ولكن أحد الامراء، فان جمعكم الله عز وجل على حرب واحد في موضع واحد فأميركم أبو عبيدة بن الجراح المقيم بأرض الشام. قال: فسكت عمرو بن العاص ساعة ثم قال: إني أفعل ما تأمر به يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم انصرف عمرو إلى منزله، فلما كان الليل سار إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسلم عليه ثم قال: يا أبا حفص إنك قد عرفت بصري بالحرب (9) وقد رأيت منزلتي عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم وآله) وقد علمت أن أبا بكر لا يعصيك في