إذا نحن أعطينا المصدق سؤله * فنحن له فيما يريد عبيد قال: ثم تكلم مثل كلام الأول وحرض بني عمه على العصيان ومنع الزكاة.
قال: ثم تكلم الأشعث بن قيس فقال: يا معشر كندة! إن كنتم على ما أرى فلتكن كلمتكم واحدة وألزموا بلادكم وحوطوا حريمكم وامنعوا زكاة أموالكم، فإني أعلم أن العرب لا تقر بطاعة بني تميم بن مرة وتدع سادات البطحاء من بني هاشم إلى غيره، فإنها لنا أجود ونحن لها أجرى وأصلح من غيرنا لأنا ملوك من قبل أن يكون على وجه الأرض قريشي (١) ولا أبطحى.
قال: ثم إن زياد بن لبيد رأى من الرأي لا يعجل بالمسير إلى أبي بكر فوجه بما عنده من إبل الصدقة إلى المدينة مع ثقة وأمره أن لا يخبر أبا بكر بشئ من أمره وأمر القوم. قال: ثم إنه سار إلى حي من أحياء كندة يقال لهم بنو ذهل (٢) بن معاوية فخبرهم بما كان من... (٣) إليه ودعاهم إلى السمع والطاعة، فأقبل إليه رجل من سادات بني تميم يقال له الحارث بن معاوية فقال لزياد: إنك لتدعو إلى طاعة رجل لم يعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد، فقال له زياد بن لبيد: يا هذا صدقت! فإنه لم يعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد، ولكنا اخترناه لهذا الامر، فقال له الحارث:
أخبرني لم نحيتم عنها أهل بيته وهم أحق الناس بها لان الله عز وجل يقول:
﴿وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتب الله﴾ (4)؟ فقال له زياد بن لبيد: إن المهاجرين والأنصار أنظر لأنفسهم منك، فقال له الحارث بن معاوية: لا والله! ما أزلتموها عن أهلها إلا حسدا منكم لهم وما يستقر في قلبي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم وآله) خرج من الدنيا ولم ينصب للناس علما يتبعونه فارحل عنا أيها الرجل فإنك