ولنا على بئري حنين موكب * دمغ النفاق وهضبة ما تقلع نصر النبي بنا وكنا معشرا * في كل نائبة نضر وننفع ذدنا غداتئذ هوازن بالقنا * والخيل يغمرها عجاج يسطع إذ خاف حدهم النبي، وأسندوا * جمعا تكاد الشمس منه تخشع تدعى بنو جشم وتدعى وسطه * أفناء نصر والأسنة شرع حتى إذا قال الرسول محمد * أبني سليم وقد وفيتم فارفعوا رحنا، ولولا نحن أجحف بأسهم * بالمؤمنين وأحرزوا ما جمعوا وقال عباس بن مرداس أيضا في يوم حنين:
عفا مجدل من أهله فمتالع * فمطلا أريك قد خلا فالمصانع ديار لنا يا جمل إذ جل عيشنا * رخي، وصرف الدار للحي جامع حبيبة ألوت بها غربة النوى * لبين، فهل ماض من العيش راجع فإن تبتغى الكفار غير ملومة * فإني وزير للنبي وتابع دعانا إليهم خير وفد علمتهم * خزيمة والمرار منهم وواسع فجئنا بألف من سليم عليهم * لبوس لهم من نسج داود رائع نبايعه بالأخشبين، وإنما * يد الله بين الأخشبين نبايع فجسنا مع المهدى مكة عنوة * بأسيافنا والنقع كأب وساطع علانية والخيل يغشى متونها * حميم وآن من دم الجوف ناقع ويوم حنين حين سارت هوازن * إليه وضاقت بالنفوس الأضالع صبرنا مع الضحاك لا يستفزنا * قراع الأعادي منهم والوقائع أمام رسول الله يخفق فوقنا * لواء كخذروف السحابة لامع عشية ضحاك بن سفيان معتص * بسيف رسول الله والموت كانع نذود أخانا عن أخينا، ولو نرى * مصالا لكنا الأقربين نتابع ولكن دين الله دين محمد * رضينا به، فيه الهدى والشرائع