وسمادير: أمه.
واستحر القتل من بنى نصر في بنى رئاب، فزعموا أن عبد الله بن قيس - وهو الذي يقال له: ابن العوراء، وهو أحد بنى وهب بن رئاب - قال:
يا رسول الله، هلكت بنو رئاب، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم أجبر مصيبتهم.
وخرج مالك بن عوف عند الهزيمة، فوقف في فوارس من قومه، على ثنية من الطريق، وقال لأصحابه: قفوا حتى تمضي ضعفاؤكم، وتلحق أخراكم.
فوقف هناك حتى مضى من كان لحق بهم من منهزمة الناس، فقال مالك بن عوف في ذلك:
ولولا كرتان على محاج * لضاق على العضاريط الطريق ولولا كر دهمان بن نصر * لدى النخلات مندفع الشديق لآبت جعفر وبنو هلال * خزايا مجنبين على شقوق قال ابن هشام: هذه الأبيات لمالك بن عوف في غير هذا اليوم، ومما يدلك على ذلك قول دريد بن الصمة في صدر هذا الحديث: ما فعلت كعب وكلاب؟
فقالوا له: لم يشهدها منهم أحد. وجعفر: ابن كلاب. وقال مالك بن عوف في هذه الأبيات: " لآبت جعفر وبنو هلال ".
قال ابن هشام: وبلغني أن خيلا طلعت ومالك وأصحابه على الثنية، فقال لأصحابه: ماذا ترون؟ فقالوا: نرى قوما واضعي رماحهم بين آذان خيلهم، طويلة بوادهم، فقال: هؤلاء بنو سليم، ولا بأس عليكم منهم، فلما أقبلوا سلكوا بطن الوادي. ثم طلعت خيل أرخى تتبعها، فقال لأصحابه: ماذا ترون؟ قالوا: نرى قوما عارضي رماحهم، أغفالا على خيلهم، فقال: هؤلاء الأوس والخزرج، ولا بأس عليكم منهم. فلما انتهوا إلى أصل الثنية سلكوا