أصمت فلا يتكلم، فجعل يرفع يده إلى السماء ثم يضعها على، فأعرف أنه يدعو لي.
قال ابن إسحاق: وقال ابن الشهاب الزهري: حدثني عبيدة بن عبد الله ابن عتبة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما أسمعه يقول: إن الله لم يقبض نبيا حتى يخيره. قالت: فلما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آخر كلمه سمعتها وهو يقول: بل الرفيق الأعلى من الجنة، قالت فقلت: إذا والله يختارنا، وعرفت أنه الذي كان يقول لنا: إن نبيا لم يقبض حتى يخير.
قال الزهري: وحدثني حمزة بن عبد الله بن عمر، أن عائشة قالت: لما استعز برسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس.
قالت: قلت: يا نبي الله، إن أبا بكر رجل رقيق، ضعيف الصوت، كثير البكاء إذ قرأ القرآن. قال: مروه فليصل بالناس: قالت: فعدت بمثل قولي، فقال: إنكن صواحب يوسف، فمروه فليصل بالناس، قالت: فوالله ما أقول ذلك إلا أنى كنت أحب أن يصرف ذلك عن أبي بكر، وعرفت أن الناس لا يحبون رجلا قام مقامه أبدا، وأن الناس سيتشاءمون به في كل حدث كان، فكنت أحب أن يصرف ذلك عن أبي بكر.
قال ابن إسحاق: وقال ابن شهاب: حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة بن الأسود ابن المطلب بن أسد، قال: لما استعز برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين، قال: دعاه بلال إلى الصلاة، فقال: مروا من يصلى بالناس، قال: فخرجت فإذا عمر في الناس، وكان أبو بكر غائبا، فقلت:
قم يا عمر فصل بالناس، قال: فقام، فلما كبر سمع رسول الله صلى الله عليه