فأجابه بديل بن عبد مناف بن أم أصرم، فقال:
بكى أنس رزنا فأعوله البكا * فألا عديا إذ تطل وتبعد بكيت أبا عبس لقرب دمائها * فتعذر إذ لا يوقد الحرب موقد أصابهم يوم الخنادم فتية * كرام فسل، منهم نفيل ومعبد هنالك إن تسفح دموعك لا تلم * عليهم وإن لم تدمع العين فاكمدوا قال ابن هشام: وهذه الأبيات في قصيدة له.
قال ابن إسحاق: وقال بجير بن زهير بن أبي سلمى في يوم الفتح:
نفى أهل الحبلق كل فج * مزينة غدوة وبنو خفاف ضربناهم بمكة يوم فتح النبي * الخير بالبيض الخفاف صبحناهم بسبع من سليم * وألف من بنى عثمان واف نطأ أكتافهم ضربا وطعنا * ورشقا بالمريشة اللطاف ترى بين الصفوف لها حفيفا * كما انصاع الفواق من الرصاف فرحنا والجياد تجول فيهم * بأرماح مقومة الثقاف فأبنا غانمين بما اشتهينا * وآبوا نادمين على الخلاف وأعطينا رسول الله منا * مواثقنا على حسن التصافي وقد سمعوا مقالتنا فهموا * غداة الروع منا بانصراف قال ابن هشام: وقال عباس بن مرداس السلمي في فتح مكة:
منا بمكة يوم فتح محمد * ألف تسيل به البطاح مسوم نصروا الرسول وشاهدوا أيامه * وشعارهم يوم اللقاء مقدم في منزل ثبتت به أقدامهم * ضنك كأن الهام فيه الحنتم جرت سنابكها بنجد قبلها * حتى استقاد لها الحجاز الأدهم الله مكنه له وأذله * حكم السيوف لنا وجد مزحم