المسمى (ثم لم ينقصوكم شيئا، ولم يظاهروا عليكم أحدا، فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم، إن الله يحب المتقين، فإذا انسلخ الأشهر الحرم): يعنى الأربعة التي ضرب لهم أجلا (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم، وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد، فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم. وإن أحد من المشركين):
أي: من هؤلاء الذين أمرتك بقتلهم (استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله، ثم أبلغه مأمنه، ذلك بأنهم قوم لا يعلمون).
ثم قال: (كيف يكون للمشركين) الذين كانوا هم وأنتم على العهد العام أن لا يخيفوكم ولا تخيفوهم في الحرمة، ولا في الشهر الحرام (عهد عند الله وعند رسوله، إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام)، وهي قبائل من بنى بكر الذين كانوا دخلوا في عقد قريش وعهدهم يوم الحديبية، إلى المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش فلم يكن نقضها إلا هذا الحي من قريش، وبنو الديل من بنى بكر بن وائل، الذين كانوا دخلوا في عقد قريش وعهدهم، فأمر بإتمام العهد لمن لم يكن نقض من بنى بكر إلى مدته (فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم، إن الله يحب المتقين).
ثم قال تعالى: (كيف وإن يظهروا عليكم): أي المشركين الذين لا عهد لهم إلى مدة من أهل الشرك العام (لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة).
قال ابن هشام: الإل: الحلف. قال أوس بن حجر، أحد بنى أسيد بن عمرو بن تميم:
لولا بنو مالك والإل مرقبة * ومالك فيهم الآلاء والشرف وهذا البيت في قصيدة له. وجمعه: الآل، قال الشاعر:
فلا إل من الآلال بيني * وبينكم فلا تألن جهدا