إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٧ - الصفحة ١٦٤
وذكر ابن حيان وقاسم بن أصبغ من حديث أوس بن عبد الله بن بريدة، عن الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة بن الحصيب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتطير، ولكن يتفأل، وكانت قريش جعلت مائة من الإبل لمن يأخذ نبي الله فيرده عليهم حين توجه إلى المدينة فأقبل بريدة في سبعين راكبا من أهل بيته من بني سهم، فلقوا نبي الله صلى الله عليه وسلم ليلا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: من أنت؟ قال: أنا بريدة، فالتفت إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال: يا أبا بكر، برد أمرنا وصلح، قال: ثم من من؟ قال: من أسلم، قال سلمنا، قال: ثم من من؟ قال: من بني سهم، قال: خرج سهمك، فقال بريدة: من أنت؟ قال: أنا محمد بن عبد الله رسول الله، قال بريدة: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله، فأسلم بريدة، وأسلم الذين معه جميعا.
فلما أصبح قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل المدينة إلا ومعك لواء، فحل عمامته ثم شدها في رمح، ثم مشى بين يديه حتى دخل المدينة، قال بريدة: الحمد لله الذي أسلمت بنو سهم طائعين (1).

(1) أخرجه ابن عدي في (الكامل): 1 / 140، في ترجمة أوس بن عبد الله بن بريدة حصيب الأسلمي رقم (224 / 224) من طريق أوس بن عبد الله بن بريدة عن حسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه.
قال الألباني في (السلسلة الصحيحة): وأوس هذا ضعيف جدا، لكن تفاؤله صلى الله عليه وسلم ثابت عنه في غير ما حديث.
ورواه عنه أيضا قاسم بن أصبغ، وسكت عليه عبد الحق مصححا له، قال ابن القطان، وما مثله يصح فإن فيه أوس، منكر الحديث، وروى أبو داود قال ابن القطان: وما مثله يصح فإن فيه أوس، منكر الحديث، وروى أبو داود عنه قوله: " أنه يتطير " قال وإسناده صحيح.
قلت: الصواب تصحيح عبد الحق، وليس هو تصحيحا لذاته حتى يرد ما تعقبه ابن القطان، وإنما هو على التفصيل الذي ذكرته، فتنبه ولا تكن من الغافلين. (سلسلة الأحاديث الصحيحة):
2 / 400، 401، حديث (762)، (الكامل في ضعفاء الرجال): 1 / 410.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»
الفهرست