البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٦ - الصفحة ٢٢٠
يجعله موضوعا، فالله أعلم * وقد تقدم حديث أبي هريرة، من جميع طرقه في قتال الترك، وقد وقع ذلك كما أخبر به سواء بسواء، وسيقع أيضا * وفي صحيح البخاري من حديث شعبة، عن فرات القزاز، عن أبي حازم، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء: كلما هلك نبي، خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وإنه سيكون خلفاء فيكثرون، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم (1) * وفي صحيح مسلم من حديث أبي رافع عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كان نبي إلا كان له حواريون يهدون بهديه، ويستنون بسنته، ثم يكون من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون، ويعملون ما ينكرون (2) * وروى الحافظ البيهقي من حديث عبد الله بن الحرث بن محمد بن حاطب الجمحي، عن سهيل (3) بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون بعد الأنبياء خلفاء يعملون بكتاب الله، ويعدلون في عباد الله، ثم يكون من بعد الخلفاء ملوك يأخذون بالثأر، ويقتلون الرجال، ويصطفون الأموال، فمغير بيده، ومغير بلسانه، وليس وراء ذلك من الايمان شئ * وقال أبو داود الطيالسي: ثنا جرير بن حازم، عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي ثعلبة الخشني، عن أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله بدأ هذا الامر نبوة ورحمة، وكائنا خلافة ورحمة، وكائنا ملكا عضوضا، وكائنا عزة وجبرية وفسادا في الأمة، يستحلون الفروج والخمور والحرير، وينصرون على ذلك، ويرزقون أبدا حتى يلقوا الله عز وجل، وهذا كله واقع (4) * وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي - وحسنه - والنسائي من حديث سعيد بن جمهان عن سفينة مولى رسول الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا * وفي رواية: ثم يؤتي ملكه من يشاء (5)، وهكذا وقع سواء، فأن أبا بكر رضي الله عنه كانت خلافته سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال، وكانت خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام، وخلافة عثمان اثنتا عشرة سنة إلا إثنا عشر يوما، وكانت خلافة علي بن أبي طالب

(١) أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء، باب (٥٠) ومسلم في الامارة، باب (١٠) ص ٣ / ١٤٧١. وأخرجه ابن ماجة في الجهاد. والإمام أحمد في المسند 2 / 297.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه في الايمان 1 / 70 وأخرجه أحمد في مسنده 1 / 458، 461.
(3) من دلائل البيهقي 6 / 340 وفي الأصل إسماعيل تحريف. وهو سهيل، ذكوان السمان، أبو يزيد المدني صدوق روى له البخاري، من السادسة، مات في خلافة المنصور (تقريب 1 / 338).
(4) رواه البيهقي في الدلائل عن أبي داود، 6 / 340.
(5) أخرجه أبو داود في السنة ح‍ (4646) والإمام أحمد في المسند 5 / 44 والترمذي في الفتن 4 / 503 ونقله البيهقي في الدلائل 6 / 341
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست