حديث آخر روى البيهقي واللفظ له، وهو في صحيح البخاري من حديث حسن بن محمد المروزي، عن جرير بن حازم، عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك. قال: فزغ الناس. فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة بطيئا ثم خرج يركض وحده، فركب الناس يركضون خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: لن تراعوا إنه لبحر، قال فوالله ما سبق بعد ذلك اليوم (1).
حديث آخر قال البيهقي: أنا أبو بكر القاضي، أنا حامد بن محمد الهروي، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي، ثنا رافع بن سلمة بن زياد، حدثني عبد الله بن أبي الجعد، عن جعيل الأشجعي، قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته وأنا على فرس لي عجفاء (2) ضعيفة، قال: فكنت في أخريات الناس، فلحقني رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: سر يا صاحب الفرس، فقلت: يا رسول الله عجفاء ضعيفة، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مخفقة معه فضربها بها وقال: اللهم بارك له، قال: فلقد رأيتني أمسك برأسها أن تقدم الناس، ولقد بعت من بطنها باثني عشر ألفا (3) * ورواه النسائي عن محمد بن رافع، عن محمد بن عبد الله الرقاشي فذكره، وهكذا رواه أبو بكر بن أبي خيثمة، عن عبيد بن يعيش عن زيد بن الخباب، عن رافع بن سلمة الأشجعي فذكره * وقال البخاري في التاريخ: وقال رافع بن زياد بن الجعد بن أبي الجعد:
حدثني أبي عبد الله بن أبي الجعد أخي سالم عن جعيل فذكره.
حديث آخر قال البيهقي: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنا أبو سهل بن زياد القطان، ثنا محمد بن شاذان الجوهري، حدثنا زكريا بن عدي (4)، ثنا مروان بن معاوية، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني تزوجت امرأة، فقال: هلا نظرت إليها فإن في أعين الأنصار شيئا؟ قال: قد نظرت إليها، قال: على كم تزوجتها؟ فذكر شيئا، قال: كأنهم ينحتون الذهب والفضة من عرض هذه الجبال: ما عندنا اليوم شئ نعطيكه، ولكن سأبعثك في وجه تصيب فيه، فبعث بعثا إلى بني عبس وبعث الرجل فيهم، فأتاه فقال: يا رسول الله أعيتني ناقتي أن تنبعث، قال: فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم يده كالمعتمد