ومنهم أبو دجانة سماك بن خرشة ويقال سماك بن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. شهد بدرا وأبلى يوم أحد، وقاتل شديدا وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ سيفا فأعطاه حقه وكان يتبختر عند الحرب، فقال عليه السلام: إن هذه لمشية يبغضها الله، إلا في هذا الموطن. وكان يعصب رأسه بعصابة حمراء، شعارا له بالشجاعة. وشهد اليمامة ويقال إنه ممن اقتحم على بني حنيفة يومئذ الحديقة فانكسرت رجله، فلم يزل يقاتل حتى قتل يومئذ. وقد قتل مسيلمة مع وحشي بن حرب رماه وحشي بالحربة وعلاه أبو دجانة بالسيف، قال وحشي: فربك أعلم أينا قتله. وقد قيل إنه عاش حتى شهد صفين مع علي، والأول أصح. أما ما يروى عنه من ذكر الحرز المنسوب إلى أبي دجانة فإسناده ضعيف ولا يلتفت إليه والله أعلم.
ومنهم شجاع بن وهب ابن ربيعة الأسدي، حليف بني عبد شمس، أسلم قديما وهاجر وشهد بدرا وما بعدها.
وكان رسول رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر الغساني فلم يسلم، وأسلم حاجبه سوى.
واستشهد شجاع بن وهب يوم اليمامة عن بضع وأربعين سنة، كان رجلا طوالا نحيفا أحنى.
ومنهم الطفيل بن عمرو بن طريف ابن العاص بن ثعلبة بن سليم بن [فهر بن] غنم بن دوس الدوسي، أسلم قديما قبل الهجرة، وذهب إلى قومه فدعاهم إلى الله فهداهم الله على يديه، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة جاءه بتسعين أهل بيت من دوس مسلمين، وقد خرج عام اليمامة مع المسلمين ومعه ابنه عمرو، فرأى الطفيل في المنام كأن رأسه قد حلق، وكأن امرأة أدخلته في فرجها، وكأن ابنه يجتهد أن يلحقه فلم يصل. فأولها بأنه سيقتل ويدفن، وأن ابنه يحرص على الشهادة فلا ينالها عامه ذلك.
وقد وقع الامر كما أولها، ثم قتل ابنه شهيدا يوم اليرموك كما سيأتي.
ومنهم عباد بن بشر بن وقش الأنصاري أسلم على يدي مصعب بن عمير قبل الهجرة قبل إسلام معاذ، وأسيد بن الحضير، وشهد بدرا وما بعدها. وكان ممن قتل كعب بن الأشرف، وكانت عصاه تضئ له إذا خرج من عند رسول الله في ظلمة. قال موسى بن عقبة عن الزهري: قتل يوم اليمامة شهيدا عن خمس وأربعين سنة، وكان له بلاء وعناء. وقال محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت: تهجد رسول الله فسمع صوت عباد فقال: اللهم أغفر له.