جواهر الكلام - الشيخ الجواهري - ج ٣٥ - الصفحة ٢٣٠
والليل إذا يغشى (1) والنجم إذا هوى (2) وما أشبه ذلك، فقال: إن لله عز وجل أن يقسم من خلقه بما شاء، وليس لخلقه أن يقسموا إلا به ".
وصحيح الحلبي (3) عن أبي عبد الله عليه السلام " لا أرى للرجل أن يحلف إلا بالله، فأما قول الرجل: لا بل شانئك (4) فإنه قول أهل الجاهلية، ولو حلف الرجل

(١) سورة الليل: ٩٢ - الآية ١.
(٢) سورة النجم: ٥٣ - الآية 1.
(3) الوسائل الباب - 30 - من كتاب الأيمان الحديث 4.
(4) وعن بعض نسخ الكافي " لا أب لشانيك " قال الجوهري: " لا أب لشانئك ولا أبا لشانئك: أي لمبغضك، قال ابن السكيت: هو كفاية عن قولهم: لا أب لك " انتهى.
وقيل: أسند عدم الأب إلى مبغضة والمراد نسبته إليه رعاية للأدب، فيكون المراد بالخبر الحلف على نثل هذا مثل أن يقول: " لا أبا لشانئك إن لم يكن كذا " أي لا أب لك.
وعلى نسخة الأصل يمكن أن يكون تقديره " لا، بل أكون من شانئك ومبغضك إن فعلت كذا " أو يكون أصله " لا أب لشانئك ".
وقيل يمكن أن يكون " لا " نفيا لما ذكر المخاطب. ويكون حرف القسم في شانئك مقدرا فيكون القسم بعرقي رأسه الملزومين لحياته كما في قولهم: " لعمرك وحياتك " وحينئذ فيكون " شانيك " بفتح النون على صيغة التثنية، قال الجوهري ناقلا عن ابن السكيت: " الشانان: العرقان يتخذان من الرأس إلى الحاجبين ثم إلى العينين ".
وأما قولهم: " يا هناه " فمعناه يا هذا ويا فلان، ويقال في المؤنث: " يا هنناه " قال الجزري: بفتح النون ويسكن ويضم الهاء الأخيرة ويسكن، وهو في التثنية " هننان " وفي الجمع " هنات وهنوات " وفي المذكر " هن وهنان وهنون " ولك أن تلحقه الهاء لبيان الحركة، فتقول: " يا هنة " وأن تشبع الحركة فتصير ألفا، فتقول: " يا هناه أقبل ".
وقال الجوهري: " هذه اللفظة تختص بالنداء، وقيل: معنى " يا هناه " يا بلهاء، نسبة إلى قلة المعرفة بمكائد الناس وشرورهم " انتهى.
وقيل: لما كانوا يذكرونه قبل ذكر المطالب كان مظنة أن يتوهم أنه قسم، فأزال عليه السلام الوهم بأنه ليس المراد الحلف، بل هو نائب مناب الاسم في النداء، ويحتمل بعيدا أن يكون المراد إذا نودي به الله عز وجل.
وأما " يا هياه " بالياء المثناة التحتانية فكأنه بمعنى " يا هناه " بالنون، وفي بعض نسخ الفقيه بالنون في الموضعين، وهو الظاهر، والتكرير للتأكيد (منه رحمه الله).
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 في تعريف الاقرار في أصل مشروعيته 2
2 في صيغة الاقرار 5
3 في الأقارير المبهمة 32
4 في الاقرار المستفاد من الجواب 79
5 في صيغ الاستثناء 85
6 في المقر وشرائطه من كونه مكلفا حرا مختارا جائز التصرف 103
7 في المقر له وشرائطه 120
8 في تعقيب الاقرار بالاقرار 130
9 في تعقيب الاقرار بما يقتضى ظاهره الابطال 142
10 في الاقرار بالنسب 153
11 كتاب الجعالة في معنى الجعالة وفي أصل مشروعيتها 187
12 في ايجاب الجعالة وأنها تصح على كل عمل مقصود محلل 189
13 في عوض الجعالة 193
14 فيما يعتبر في الجاعل وما يعتبر في العامل 196
15 الجعالة جائزة قبل التلبس 198
16 فيما لو عقب الجعالة على عمل معين بأخرى وزاد في العوض 202
17 في أحكام الجعالة وهي مسائل 205
18 الأولى - لا يستحق العامل الأجرة إلا إذا بذلها الجاعل أولا 205
19 الثانية - إذا بذل الجاعل جعلا 205
20 الثالثة - إذا قال من رد عبدي فله دينار فرده جماعة 209
21 فروع 210
22 في مسائل التنازع 214
23 كتاب الأيمان في معنى اليمين وأنه على أقسام 223
24 فيما به تنعقد اليمين 226
25 في الحالف وشرائطه من البلوغ والعقل والاختيار والقصد 254
26 في متعلق اليمين وفيه مطالب الأول 264
27 المطلب الثاني - في الايمان المتعلقة بالمأكل والمشرب 279
28 المطلب الثالث - في المسائل المختصة بالبيت والدار 301
29 المطلب الرابع - في مسائل العقود وفي تعريف العقد وأنه اسلم للايجاب والقبول 314
30 المطلب الخامس - في مسائل متفرقة 322
31 في اللواحق وفيها مسائل 340
32 الأولى - الأيمان الصادقة كلها مكروهة وتتأكد الكراهة في الغموس 340
33 الثانية - اليمين بالبراءة من الله سبحانه أو من رسوله صلى الله عليه وآله لا تنعقد 345
34 الثالثة - لا يجب التكفير إلا بعد الحنث 347
35 الرابعة - لو أعطى الكفارة الكافر أو من تجب عليه نفقته 348
36 الخامسة - ولا يجزئ في التكفير بالكسوة إلا ما يسمى ثوبا 349
37 السادسة - إذا مات وعليه كفارة مرتبة ولم يوص 349
38 السابعة - إذا انعقدت يمين العبد ثم حنث وهو رق 351
39 الثامنة - لا تنعقد يمين العبد بغير اذن المولى 353
40 التاسعة - إذا حنث العبد بعد الحرية كفر كالحر 355
41 كتاب النذر في معنى النذر وفي أصل مشروعيته 356
42 في الناذر وشروطه من البلوغ والعقل والاسلام وغيرها 356
43 في صيغة النذر 364
44 في متعلق النذر وضابطه أن يكون طاعة مقدورا للناذر 377
45 فيما إذا كان متعلق النذر حجا 383
46 في فروع متفرقة فيما إذا كان متعلق النذر حجا 387
47 في مسائل الصوم (أي فيما كان متعلق النذر صوما) 393
48 في مسائل الصلاة (أي فيما كان متعلق النذر صلاتا) 403
49 في مسائل العتق (أي فيما كان متعلق النذر عتقا) 410
50 في مسائل الصدقة (أي فيما كان متعلق النذر صدقة) 414
51 في مسائل الهدي (أي فيما كان متعلق النذر هديا) 424
52 في اللواحق وفيها مسائل الأولى - يلزم بمخالفة النذر المنعقد كفارة 433
53 الثانية إذا نذر صوم سنة 433
54 الثالثة إذا نذر أن يصوم أول يوم من شهر رمضان 441
55 الرابعة - نذر المعصية لا ينعقد ولا تجب به كفارة 442
56 الخامسة - إذا عجز الناذر عما نذره 443
57 السادسة - في العهد وأحكامه 445
58 السابعة - في أن النذر والعهد هل ينعقدان بالضمير والاعتقاد أم لا بد فيهما من النطق 449