شمس الدين الطغرائي وهو الذي يرجع الجميع اليه الا انه يظهر شيئا من ذلك.
فلما حضروا عنده سألهم عن امتناع الطغرائي فقالوا إنه رجل منقطع ما له بالملوك تعلق ونحن الأصل فسكت ثم طلب ان يحضروا عنده من صناع الثياب الخطائي وغيرها ليستعمل لملكهم الأعظم فإن هذا هو من اتباع ذلك الملك فاحضروا الصناع فاستعملهم في الذي أرادوا ووزن أهل تبريز الثمن وطلب منهم خركاة لملكهم أيضا فعلموا له خركاة لم يعمل مثلها وعملوا غشاءها من الأطلس الجيد المزركش وعملوا من داخلها السمور والقندر فجاءت عليهم بجملة كثيرة وقرر عليهم من المال كل سنة شيئا كثيرا ومن الثياب كذلك وترددت رسلهم إلى ديوان الخلافة وإلى جماعة من الملوك يطلبون منهم انهم لا ينصرون خوارزم شاه.
ولقد وقفت على كتاب وصل من تاجر من أهل الري كان قد انتقل إلى الموصل وأقام بها هو ورفقاء له ثم سافر إلى الري في العام الماضي قبل خروج التتر فلما وصل التتر إلى الري وأطاعهم أهلها وساروا إلى آذربيجان سار هو معهم إلى تبريز فكتب إلى أصحابه بالموصل يقول إن الكافر لعنه الله ما نقدر [أن] نصفه، ولا كثرة جموعه حتى لا تنقطع قلوب المسلمين فإن الأمر عظيم ولا تظنوا ان هذه الطائفة التي وصلت إلى نصيبين والخابور والطائفة الأخرى التي وصلت إلى إربل ودقوقا كان قصدهم النهب إنما أرادوا ان يعلموا هل في البلاد من يردهم أم لا فلما عادوا أخبروا ملكهم بخلو البلاد من مانع ومدافع وان البلاد خالية من ملك وعساكر فقوي طمعهم وهم في الربيع يقصدونكم وما يبقى عندكم مقام الا ان كان في بلد الغرب فان عزمهم على قصد البلاد جميعها فانظروا لأنفسكم.