المعابر فأحضرهم، وتهددهم بالقتل، وأمر بأخذ ما جرت به العادة.
وجمع الناس وأقيمت الخطبة للجمعة في الطيار مرتين وغرق من الجانب الغربي مقبرة أحمد ومشهد باب التبن وتهدم سوره فأطلق شرف الدولة ألف دينار تصرف في عمارته ودخل الماء من شبابيك البيمارستان العضدي.
ومن عجيب ما يحكى في هذا الغرق أن الناس في العام الماضي كانوا قد أنكروا كثرة المغنيات والخمور فقطع أوتار عود مغنية كانت جندي فثار به الجندي الذي كانت عنده فضربه فاجتمعت العامة ومعهم كثير من الأئمة منهم أبو إسحاق الشيرازي واستغاثوا إلى الخليفة وطلبوا هدم المواخير والخانات وتبطيلها فوعدهم أن يكاتب السلطان في ذلك وتفرقوا.
ولازم كثير من الصالحين الدعاء بكشفه فاتفق أن غرقت بغداد ونال الخليفة والجند من ذلك أمر عظيم وعمت مصيبته كافة الناس فرأى الشريف أبو جعفر بن موسى بعض الحجاب الذين يقولون نحن نكاتب السلطان ونسعى في تفريق الناس ويقول اسكنوا إلى أن يرد الجواب فقال له أبو جعفر قد كتبنا فجاء جوابنا قبل جوابكم يعني أنهم شكوا ما حل بهم إلى الله تعالى وقد أجابهم بالغرق قبل ورود جواب السلطان.