الله تعالى قد كتب باسمك هذا الفتح يدعوني فالقهم يوم الجمعة بعد الزوال بالساعة التي تكون الخطباء على المنابر فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر والدعاء مقرون بالإجابة.
فلما كان تلك الساعة صلى بهم وبكى السلطان فبكى الناس لبكائه ودعا ودعوا معه وقال لهم من أراد الانصراف فلينصرف فما ههنا سلطان يأمر وينهى وألقى القوس والنشاب وأخذ السيف والدبوس وعقد ذنب فرسه بيده عسكره مثله ولبس البياض وتحنط وقال إن قتلت فهذا كفني.
وزحف إلى الروم وزحفوا فلما قاربهم ترجل وعفر وجهه على التراب وبكى وأكثر الدعاء ثم ركب وحمل وحملت إليه العساكر معه فحصل المسلمون في وسطهم وحجز الغبار بينهم فقتل المسلمون فيهم شاؤوا وأنزل الله نصره عليهم فانهزم الروم وقتل منهم ملا يحصى حتى امتلأت الأرض بجثث القتلى وأسر ملك الروم أسره بعض غلمان كوهرائين فأراد قتله ولم يعرفه فقال له خادم مع الملك لا تقتله فإنه الملك.
وكان هذا الغلام قد عرضه كوهرائين على نظام الملك فرده استحقارا له فأثنى عليه كوهرائين فقال نظام الملك عسى أن يأتينا بملك الروم أسيرا فكان كذلك.
فلما أسر الغلام الملك أحضره عند كوهرائين فقصد السلطان وأخبره بأسر الملك فأمر باحضاره فلما أحضر ضربه السلطان ألب أرسلان ثلاثة مقارع بيده وقال له ألم أرسل إليك في لهدنة فأبيت؟ فقال: دعني من