همذان، وكان نافذ الحكم ماضي الأمر وكانت مدة رياسته لها سبعا وأربعين سنة وجده لأمه الصاحب أبو القاسم بن عباد وكان عظيم المال جدا فمن ذلك أنه أخذ منه السلطان محمد في دفعة واحدة سبعمائة ألف دينار لم يبع لأجلها ملكا ولا استدان دينارا وأقام بعد ذلك بالسلطان محمد عدة شهور في جميع ما يريده وكان قليل المعروف.
وفيها في ذي الحجة توفي أبو الفوارس الحسن بن علي الخازن الكاتب المشهور بجودة الخط وله شعر منه:
(غنت الدنيا لطالبها * واستراح الزاهد الفطن عرف الدنيا فلم يرها * وسواه حظه الفتن) (كل ملك نال زخرفها * حظه مما حوى كفن يقتني مالا ويتركه * في كلا الحالين مفتتن) (أملي كوني على ثقة * من لقاء الله مرتهن أكره الدنيا وكيف بها * والذي تسخو به وسن) (لم تقدم قبلي على أحد * فلماذا الهم والحزن) وقيل توفي سنة تسع وتسعين وأربعمائة وقد ذكر هناك.