وله أشعار حسنة فمنها ما قاله لما أخذه ملكه وحبس:
(سلت علي الخطوب سيوفها * فجذذن من جسدي الحصيف الأمتنا) (ضربت بها أيدي الخطوب وإنما * ضربت رقاب الآملين بها المنايا) (يا آملي العادات من نفحاتنا * كفوا فإن الدهر كف أكفنا) وله من قصيدة يصف القيد في رجله:
(تعطف في ساقي تعطف أرقم * يساورها عضا بأنياب ضيغم) (وإني من كان الرجال بسيبه * ومن سيفه في جنبه وجهنم) وقال يوم عيد:
(فيا مضى كنت بالأعياد مسرورا * فصرت كالعبد في أغمات مأسورا) (قد كان دهرك إن تأمر ممتثلا * فردك الدهر منهيا ومأمورا) (من بات بعدك في ملك يسر به * فإنما بات بالأحلام مسرورا) وكان أبو بكر بن اللبانة يأتيه وهو مسجون فيمدحه لا لجدوى ينالها منه بل رعاية لحقه وإحسانه القديم إليه.
فلما توفي أتاه فوقف على قبره يوم عيد والناس عند قبور أهليهم وأنشد بصوت عال:
(ملك الملوك أسامع فأنادي * أم قد عداك عن الجواب عوادي)