(ولم يجد بقناطير مقنطرة * قد أرعيت باسمه إبريزها السكك) (روح المعز وروح الشمس قد قبضا * فانظر بأي ضياء يصعد الفلك) ولما توفي ملك بعده ابنه تميم وكان مولد تميم بالمنصورية التي مقره منتصف رجب سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة وولاه المهدية في صفر سنة خمس وأربعين [وأربعمائة]، فأقام بها إلى أن وافاه أبوه المعز لما انتزح عن القيروان من العرب وقام بخدمة أبيه وأظهر من طاعته وبره ما بان به كذب ما كان ينسب إليه.
ولما استبد بالملك بعد أبيه سلك طريقه في حسن السيرة ومحبة أهل العلم إلا أنه كان أصحاب البلاد قد طمعوا بسبب العرب وزالت الهيبة والطاعة عنهم في أيام المعز فلما مات ازداد طمعهم وأظهر كثير منهم الخلاف فمن أظهر الخلاف القائد حمو بن مليك صاحب سفاقس واستعان بالعرب وقصد المهدية ليحاصرها فخرج إليه تميم وصافه فاقتتلوا فانهزم حمو وأصحابه وكثر القتل فيهم ومضى حمد ونجا بنفسه وتفرقت خيلة ورجاله وكان ذلك سنة خمس وخمسين [وأربعمائة].
وسار تميم إلى سوسة وكان أهلها قد خالفوا أباه المعز وعصوا عليه فملكها وعفا عن أهلها.