وكان القاضي بها من قبل سليمان رجلا من أهلها يقال له سعيد بن السيد العدوي فأسر وحمل إلى واسط هو وثعلب بن حفص وأربعة قواد كانوا معه فصاروا إلى الحرجلية على فرسخين ونصف من طهيثا ومضى الجبائي في الخيل والرجل لمعارضة مطر فوافى الناحية وقد نال مطر ما نال منها فانصرف عنها وكتب إلى سليمان بالخبر فوافى سليمان يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة من هذه السنة ثم صرف جعلان ووافى أحمد بن ليثويه فأقام بالشديدية ومضى سليمان إلى موضع يقال له نهر أبان فوجد هناك قائدا من قواد ابن ليثويه يقال له طرناج فأوقع به وقتله قال محمد قال جباش المقتول بهذا الموضع بينك فاما طرناج فإنه قتل بمازروان ثم وافى الرصافة وبها يومئذ عسكر مطر بن جامع فأوقع به فاستباح عسكره وأخذ منه سبع شذوات وأحرق شذاتين وذلك في شهر ربيع الآخر سنة 264 قال محمد قال جباش كانت هذه الوقعة بالشديدية والذي أخذ يومئذ ست شذوات ثم مضى سليمان في خمس شذوات ورتب فيها صناديد قواده وأصحابه فواقعه تكين البخاري بالشديدية وقد كان ابن ليثويه حينئذ صار إلى ناحية الكوفة وجنبلاء فظهر تكين على سليمان وأخذ منه الشذرات التي كانت معه بآلتها وسلاحها ومقاتلتها وقتل في هذه الوقعة جلة قواد سليمان ثم زحف ابن ليثويه إلى الشديدية وضبط تلك النواحي إلى أن ولى أبو أحمد محمدا المولد واسط قال محمد قال جباش لما وافى ابن ليثويه الشديدية سار إليه سليمان فأقام يومين يقاتله ثم تطارد له سليمان في اليوم الثالث وتبعه ابن ليثويه فيمن تسرع معه فرجع إليه سليمان فألقاه في فوهة بردودا فتخلص بعد أن أشفى على الغرق وأصاب سليمان سبع عشرة دابة من دواب ابن ليثويه قال وكتب سليمان إلى الخبيث يستمده فوجه إليه الخليل بن أبان في زهاء ألف وخمسمائة فارس ومعه المذوب فقصد عند موافاة هذا المدد إياه لمحاربة محمد المولد فأوقع به فهرب المولد ودخل الزنج واسط فقتل بها خلق كثير وانتهبت وأحرقت وكان بها إذ ذاك كنجور البخاري فحامى يومه ذلك إلى وقت العصر تم قتل وكان الذي يقود الخيل يومئذ في عسكر سليمان بن جامع الخليل بن أبان وعبد الله المعروف بالمذوب وكابن
(٤٠)