الجبائي بتلك الصلاغ فقتل من فيها واخذ الخيل وكانت اثنى عشر فرسا وعاد إلى طهيثا ثم نهض سليمان إلى تل رمانا لثلاث بقين من شعبان فأوقع بها وجلا عنها أهلها وحاز ما كان فيها ثم رجع إلى عسكره ونهض لعشر ليال خلون من شهر رمضان إلى الموضع المعروف بالجازرة وأبا يومئذ هناك وجعلان بمازروان وقد كان سليمان كتب إلى الخبيث في التوجيه إليه بالشذا فوجه إليه عشر شذوات مع رجل من أهل عبادان يقال له الصقر بن الحسين فلما وافى سليمان الصقر بالشذا أظهر أنه يريد جعلان وبادرت الاخبار إلى جعلان بأن سليمان يريد موافاته فكانت همته ضبط عسكره فلما قرب سليمان من موضع أبا مال إليه فأوقع به وألفاه غارا بمجيئه فنال حاجته وأصاب ست شذوات قال محمد بن الحسن قال جباش كانت الشذوات ثمانية وجدها في عسكره وأحرق شذاتين كانتا على الشط وأصاب خيلا وسلاحا وأسلابا وانصرف إلى عسكره ثم أظهر أنه يريد قصدتكين البخاري وأعد مع الجبائي وجعفر بن أحمد خال ابن الخبيث الملعون المعروف بانكلاى سفنا فلما وافت السفن عسكر جعلان نهض إليها فأوقع بها وحازها وأوقع.
سليمان من جهة البر فهزمه إلى الرصافة واسترجع سفنه وحاز سبعة وعشرين فرسا ومهرين من خيل جعلان وثلاثة أبغل وأصاب نهبا كثيرا وسلاحا ورجع إلى طهيثا قال محمد أنكر جباش أن يكون لتكين في هذا الموضع ذكر ولم يعرف خبر العباداني في تكين وزعم أن القصد لم يكن الا إلى جعلان وقد كان خبره خفى على أهل عسكره حتى أرجفوا بأنه قد قتل وقتل الجبائي معه فجزعوا أشد الجزع ثم ظهر خبره وما كان منه من الايقاع بجعلان فسكنوا وقروا إلى أن وافى سليمان وكتب بما كان منه إلى الخبيث وحمل أعلاما وسلاحا ثم صار سليمان إلى الرصافة في ذي القعدة فأوقع بمطر بن جامع وهو يومئذ مقيم بها فغنم غنائم كثيرة وأحرق الرصافة واستباحها وحمل أعلاما إلى الخبيث وانحدر لخمس ليال خلون من ذي الحجة سنة 264 إلى مدينة الخبيث فأقام ليعيد هناك ويقيم في منزله ووافى مطر بن جامع القرية المعروفة بالحجاجية فأوقع بها وأسر جماعة من أهلها