جارورة بنى مروان فانهزم الجبائي في السميريات حتى وافى طهيثا فخلف سميرياته بها وعاد راجلا إلى جيش سليمان واشتد جزع أهل عسكر سليمان منه فتفرقوا أيادي سبا ونهضت منهم شرذمة فيها قائد من قواد السودان يقال له أبو النداء فتلقوهم فواقعوهم وشغلوهم عن دخول العسكر وشد سليمان من وراء القوم وضرب الزنج بطبولهم وألقوا أنفسهم في الماء للعبور إليهم فانهزم أصحاب اغرتمش وشد عليهم من كان بطيثا من السودان ووضعوا السيوف فيهم وأقبل خشيش على أشهب كان تحته يريد الرجوع إلى عسكره فتلقاه السودان فصرعوه وأخذته سيوفهم فقتل وحمل رأسه إلى سليمان وقد كان خشيش حين انتزعوا إليه قال لهم أنا خشيش فلا تقتلوني وامضوا بي إلى صاحبكم فلم يسمعوا لقوله وانهزم اغرتمش وكان في آخر أصحابه ومضى حتى ألقى نفسه إلى الأرض فركب دابة ومضى وتبعهم الزنج حتى وصلوا إلى عسكرهم فنالوا حاجتهم منه وظفروا بشذوات كانت مع خشيش وظفر الذين اتبعوا الجيش المولى بشذوات كانت مع اغرتمش فيها مال فلما انتهى الخبر إلى اغرتمش كر راجعا حتى انتزعها من أيديهم ورجع سليمان إلى عسكره وقد ظفر بأسلاب ودواب وكتب بخبر الوقعة إلى قائد الزنج وما كان منه فيها وحمل إليه رأس خشيش وخاتمه وأقر الشذوات التي أخذها في عسكره فلما وافى كتاب سليمان ورأس خشيش أمر فطيف به في عسكره ونصب يوما ثم حمله إلى علي بن أبان وهو يومئذ مقيم بنواحي الأهواز وأمر بنصبه هناك وخرج سليمان والجبائي معه وجماعة من قواد السودان إلى ناحية الحوانيت مطرفين فتوافقوا هناك ثلاث عشرة شذاة مع المعروف بأبي تميم أخي المعروف بأبي عون صاحب وصيف التركي فأوقعوا به فقتل وغرق وظفروا من شذواته بإحدى عشرة شذاة قال محمد ابن الحسن هذا خبر محمد بن عثمان العباداني فأما جباش فزعم أن الشذا التي كانت مع أبي تميم كانت ثمانية فأفلت منها شذاتان كانتا متأخرتين فمضتا بمن فيهما وأصاب سلاحا ونهبا وأتى على أكثر من كان في تلك الشذوات من الجيش ورجع سليمان
(٢٩)