عن طهيثا اجتمعا وجمعا أصحابهما وقصدا القرية فقتلا فيها وأحرقا وانصرفا وجلا من أفلت ممن كان فيها فصاروا إلى القرية المعروفة بالحجاجية فأقاموا بها فكتب الجبائي إلى سليمان بخبر ما وردت به كتب أهل القرية مع ما ناله من أصحاب جعلان فأنهض قائد الزنج سليمان إلى طهيثا معجلا فوافاها فأظهر أنه يقصد لقتال جعلان وعبأ جيشه وقدم الجبائي أمامه في السميريات وجعل معه خيلا ورجلا وأمره بموافاة مازوران والوقوف بإزاء عسكر جعلان وأن يظهر الخيل ويرعاها بحيث يراها أصحاب جعلان ولا يوقع بهم وركب هو في جيشه أجمع إلا نفرا يسيرا خلفهم في عسكره ومضى في الأهواز حتى خرج على الهورين المعروفين بالربة والعمرقة؟ ثم مضى نحو محمد بن علي بن حبيب وهو يومئذ بموضع يقال له تلفخار فوافاه فأوقع به وقعة غليظة قتل فيها قتلى كثيرة وأخذ خيلا كثيرة وحاز غنائم جزيلة وقتل أخا لمحمد بن علي وأفلت محمد ورجع سليمان فلما صار في صحراء بين البراق والقرية وافته خيل لبنى شيبان وقد كان فيمن أصاب سليمان بتلفخار سيد من سادات بنى شيبان فقتله وأسر ابنا له صغيرا وأخذ حجرا كانت تحته فانتهى خبره إلى عشيرته فعارضوا سليمان بهذه الصحراء في أربعمائة فارس وقد كان سليمان وجه إلى عمير بن عمار خليفته بالطف حين توجه إلى ابن حبيب فصار إليه فجعله دليلا لعلمه بتلك الطرق فلما رأى سليمان خيل بنى ش يبان قدم أصحابه أجمعين الا عمير بن عمار فإنه انفرد فظفرت به بنو شيبان فقتلوه وحملوا رأسه وانصرفوا وانتهى الخبر إلى الخبيث فعظم عليه قتل عمير وحمل سليمان إلى الخبيث ما كان أصاب من بلد محمد بن علي بن حبيب وذلك في آخر رجب من هذه السنة فلما كان في شعبان نهض سليمان في جمع من أصحابه حتى وافى قرية حسان وبها يومئذ قائد من قواد السلطان يقال له جيش بن حمرتكين فأوقع به فأجفل عنه وظفر بالقرية فانتهبها وأحرق فيها وأخذ خيلا وعاد إلى عسكره ثم خرج لعشر خلون من شعبان إلى الحوانيت وأصعد الجبائي في السميريات إلى برمساور فوجد هنالك صلاغا فيها خيل من خيل جعلان كان أراد أن يوافي بها نهر أبان وقد كان خرج إلى ما هناك متصيدا فأوقع
(٣٨)