في خيله وأصحابه فزحف سليمان فتلقى الجيش وخرج الكمين من وراء الخيل وثنى الجبائي صدور سميرياته إلى من في النهر فاستحكمت الهزيمة عليهم من الوجوه كلها وركبهم الزنج يقتلونهم ويسلبونهم حتى قطعوا نحوا من ثلاثة فراسخ ثم وقف سليمان وقال للجبائي نرجع فقد غنمنا وسلمنا والسلامة أفضل من كل شئ فقال الجبائي كلا قد نخبنا قلوبهم ونفذت حيلتنا فيهم والرأي أن نكسبهم في ليلتنا هذه فلعلنا أن نزيلهم عن عسكرهم ونفض جمعهم فاتبع سليمان رأى الجبائي وصار إلى عسكر تكين فوافاه في وقت المغرب فأوقع به ونهض تكين فيمن معه فقاتل قتالا شديدا فانكشف عنه سليمان وأصحابه ثم وقف سليمان وعبأ أصحابه فوجه شبلا في خيل من خيله وضم إليه جمعا من الرجالة إلى الصحراء وأمر الجبائي فسار في السميريات في بطن النهر وسار هو فيمن معه من أصحابه الخيالة والرجالة فتقدم أصحابه حتى وافى تكين فلم يقف له أحد وانكشفوا جميعا وتركوا عسكرهم فغنم ما وجد فيه وأحرق العسكر وانصرف إلى معسكره بما أصاب من الغنيمة ووافى عكسره فألفى كتاب الخبيث قد ورد بالاذن له في المصير إلى منزله فاستخلف الجبائي وحمل الاعلام التي أصابها من عسكر تكين والشذوات التي أخذها من المعروف بأبي تميم ومن خشيش ومن تكين وأقبل حتى ورد عسكر الخبيث وذلك في جمادى الأولى من سنة 264.
ذكر الخبر عن السبب الذي من أجله تهيأ للزنج دخول واسط وذكر الخبر عن الاحداث الجليلة في سنة أربع وستين ومائتين * ذكر أن الجبائي يحيى بن خلف لما شخص سليمان بن جامع من معسكره بعد الوقعة التي أوقعها بتكين إلى صاحب الزنج خرج في السميريات بالعسكر الذي خلفه سليمان معه إلى مازروان لطلب الميرة ومعه جماعة من السودان فاعترضه أصحاب جعلان فأخذوا سفنا كانت معه وهزموه فرجع مفلولا حتى وافى طهيثا ووافته كتب أهل القرية يخبرونه أن منجور مولى أمير المؤمنين ومحمد ابن علي بن حبيب اليشكري لما اتصل بهما خبر غيبة سليمان بن جامع