ذكر الخبر عن سبب ذلك وكان سبب ذلك فيما ذكر أن القيم بأمر المدينة ووادي القرى ونواحيها كان في هذه السنة إسحاق بن محمد بن يوسف الجعفري فولى وادى القرى عاملا من قبله فوثب أهل وادى القرى على عامل إسحاق بن محمد فقتلوه وقتلوا أخوين لإسحاق فخرج إسحاق إلى وادى القرى فمرض به ومات فقام بأمر المدينة أخوه موسى بن محمد فخرج عليه الحسن بن موسى بن جعفر فأرضاه بثمانمائة دينار ثم خرج عليه أبو القاسم أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد ابن عم الحسن ابن زيد صاحب طبرستان فقتل موسى وغلب على المدينة وقدمها أحمد بن محمد ابن إسماعيل بن الحسن بن زيد فضبط المدينة وقد كان غلا بها السعر فوجه إلى الجار وضمن للتجار أموالهم ورفع الجباية فرخص السعر وسكنت المدينة فولى السلطان الحسنى المدينة إلى أن قدمها ابن أبي الساج (وفيها) وثبت الاعراب على كسوة الكعبة فانتهبوها وصار بعضها إلى صاحب الزنج وأصاب الحاج فيها شدة شديدة (وفيها) خرجت الروم إلى ديار ربيعة فاستنفر الناس فنفروا في برد ووقت لا يمكن الناس فيه دخول الدرب (وفيها) غزا سيما خليفة أحمد ابن طولون على الثغور الشامية في ثلثمائة رجل من أهل طرسوس فخرج عليهم العدو في بلاد هرقلة وهم نحو من أربعة آلاف فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل المسلمون من العدو خلقا كثيرا وأصيب من المسلمين جماعة كثيرة (وفيها) كانت بين إسحاق بن كنداجيق وإسحاق بن أيوب وقعة هزم فيها ابن كنداجيق إسحاق بن أيوب فألحقه بنصيبين وأخذ ما في عسكره وقتل من أصحابه جماعة كثيرة وتبعه ابن كنداجيق وصار إلى نصيبين فدخلها وهرب إسحاق بن أيوب منه واستنجد عليه عيسى بن الشيخ وهو بآمد وأبا المغراء بن موسى بن زرارة وهو بأرزن فتظاهروا على ابن كنداجيق وبعث السلطان إلى ابن كنداجيق بخلع ولواء على الموصل وديار ربيعة وأرمينية مع يوسف بن يعقوب فخلع عليه فبعثوا يطلبون الصلح ويبذلون له مالا على أن يقرهم على أعمالهم مائتي ألف دينار (وفيها)
(٥٠)