عبيد الله بأبي داود الصعلوك فمضوا نحو السوس فلم يصلوا إليها ودفعهم ابن ليثويه ومن كان معه من أصحاب السلطان عنها فانصرفوا مفلولين وقد قتل منهم مقتلة عظيمة وأسر منهم جماعة وسار أحمد بن ليثويه حتى نزل جندي سابور وسار علي بن أبان من الأهواز منجدا محمد بن عبيد الله على أحمد بن ليثويه فتلقاه محمد ابن عبيد الله في جمع من الأكراد والصعاليك فلما قرب منه محمد بن عبيد الله سارا جميعا وجعلا بينهما المسرقان فكانا يسيران عن جانبيه ووجه محمد بن عبيد الله رجلا من أصحابه في ثلثمائة فارس فانضم إلى علي بن أبان فسار علي بن أبان ومحمد ابن عبيد الله إلى أن وافيا عسكر مكرم فصار محمد بن عبيد الله إلى علي بن أبان وحده فالتقيا وتحادثا وانصرف محمد إلى عسكره ووجه إلى علي بن أبان القاسم ابن علي ورجلا من رؤساء الأكراد يقال له حازم وشيخا من أصحاب الصفار يعرف بالطلقاني وأتوا عليا فسلموا عليه ولم يزل محمد وعلى على ألفة إلى أن وافى على قنطرة فارس ودخل محمد بن عبيد الله تستر وانتهى إلى أحمد بن ليثويه تضافر علي بن أبان ومحمد بن عبيد الله على قتاله فخرج عن جندي سابور وصار إلى السوس وكانت موافاة على قنطرة فارس في يوم الجمعة وقد وعده محمد بن عبيد الله أن يخطب الخاطب يومئذ فيدعو لقائد الزنج وله على منبر تستر فأقام على منتظرا ذلك ووجه بهبوذ بن عبد الوهاب لحضور الجمعة واتيانه بالخبر فلما حضرت الصلاة قام الخطيب فدعا للمعتمد والصفار ومحمد بن عبيد الله فرجع بهبوذ إلى علي بالخبر فنهض على من ساعته فركب دوابه وأمر أصحابه بالانصراف إلى الأهواز وقدمهم أمامه وقدم معهم ابن أخيه محمد بن صالح ومحمد بن يحيى الكرماني خليفته وكاتبه وأقام حتى لما جاوزوا كسر قنطرة كانت هناك لئلا يتبعه الخيل قال محمد بن الحسن وكنت فيمن انصرف مع المتقدمين من أصحاب على ومر الجيش في ليلتهم تلك مسرعين فانتهوا إلى عسكر مكرم في وقت طلوع الفجر وكانت داخلة في سلم الخبيث فنكث أصحابه وأوقعوا بعسكر مكرم ونالوا نهبا ووافى علي بن أبان في أثر أصحابه فوقف على ما أحدثوا فلم يقدر على تغييره فمضى حتى صار إلى الأهواز
(٣١)