مصلاهم مع إسحاق بن عمران عامل السلطان بها وكان الذين وافوا باب الكوفة في هذا اليوم فيما ذكر ثمانمائة فارس أو نحوها رأسهم الذبلاني بن مهروبه من أهل الصوأر وقيل إنه من أهل جنبلاء عليهم الدروع والجواشن والآلة الحسنة ومعهم جماعة من الرجالة على الرواحل فأوقعوا بمن لحقوه من العوام وسلبوا جماعة وقتلوا نحوا من عشرين نفسا وبادر الناس إلى الكوفة فدخلوها وتنادوا السلاح فنهض إسحاق بن عمران في أصحابه ودخل مدينة الكوفة من القرامطة زهاء مائة فارس من الباب المعروف بباب كندة فاجتمعت العوام وجماعة من أصحاب السلطان فرموهم بالحجارة وحاربوهم وألقوا عليهم الستر فقتل منهم زهاء عشرين نفسا وأخرجوهم من المدينة وخرج إسحاق بن عمران ومن معه من الجند فصافوا القرامطة الحرب وأمر إسحاق بن عمران أهل الكوفة بالتحارس لئلا يجد القرامطة غرة منهم فيدخلوا المدينة فلم يزل الحرب بينهم إلى وقت العصر يوم النحر ثم انهزمت القرامطة نحو القادسية وأصلح أهل الكوفة سورهم وخندقهم وقاموا مع أصحاب السلطان يحرسون مدينتهم ليلا ونهارا وكتب إسحاق بن عمران إلى السلطان يستمده فندب للخروج إليه جماعة من قواده منهم طاهر بن علي بن وزير ووصيف بن صوارتكين التركي والفضل بن موسى بن بغا وبشر الخادم الأفشيني وجنى الصفواني ورائق الخزري وضم إليه جماعة من غلمان الحجر وغيرهم فشخص أولهم يوم الثلاثاء للنصف من ذي الحجة ولم يرأس واحد منهم كل واحد منهم رئيس على أصحابه وأمر القاسم بن سيما وغيره من رؤساء الاعراب بجمع الاعراب من البوادي بديار مضر وطريق الفرات ودقوقاء وخانيجار وغيرها من النواحي لينهضوا إلى هؤلاء القرامطة إذ كان أصحاب السلطان متفرقين في نواحي الشأم ومصر فمضت الرسائل بذلك إليهم فحضروا ثم ورد الخبر فيها بأن الذين شخصوا مددا لإسحاق بن عمران خرجوا إلى زكرويه في رجالهم وخلفوا إسحاق بن عمران بالكوفة مع من معه من رجاله ليضبطها وصاروا إلى موضع بينه وبين القادسية أربعة أميال يعرف بالصوأر وهى في البرية في العرض فلقيهم زكرويه هنالك
(٢٣٩)