منزلي في سرداب في داري عليه باب حديد وكان لنا تنور ننقله فإذا جاءنا الطلب وضعنا التنور على باب السرداب وقامت امرأة تسجره فمكث كذلك أربع سنين وذلك في أيام المعتضد وكان يقول لا أخرج والمعتضد في الاحياء ثم انتقل من منزلي إلى دار قد جعل فيها بيت وراء باب الدار إذا فتح باب الدار انطبق على باب البيت فيدخل الداخل فلا يرى باب البيت الذي هو فيه فلم يزل هذه حاله حتى مات المعتضد فحينئذ أنفذ الدعاة وعمل في الخروج ولما ورد خبر الوقعة التي كانت بين القرمطي وأصحاب السلطان بالصوأر على السلطان والناس أعظموه وندب للخروج إلى الكوفة من ذكرت من القواد وجعلت الرئاسة لمحمد بن إسحاق بن كنداج وضم إليه جماعة من أعراب بنى شيبان والنمر زهاء ألفى رجل وأعطوا الأرزاق ولاثنتي عشرة بقيت من جمادى الأولى قدم بغداد من مكة جماعة نحو العشرة فصاروا إلى باب السلطان وسألوه توجيه جيش إلى بلدهم لانهم على خوف من الخارج بناحية اليمن أن يطأ بلدهم إذ كان قد قرب منها بزعمهم * وفى يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب قرئ على المنبر ببغداد كتاب ورد على السلطان أن أهل صنعاء وغيرهم من مدن اليمن اجتمعوا على الخارجي الذي كان تغلب عليها فحاربوه وهزموه وفلوا جموعه فانحاز إلى موضع من نواحي اليمن ثم خلع السلطان لثلاث خلون من شوال على مظفر بن حاج وعقد له على اليمن فخرج ابن حاج لخمس خلون من ذي القعدة ومضى إلى عمله باليمن فأقام بها حتى مات * ولسبع بقين من رجب من هذه السنة أخرج مضرب المكتفى فضرب بباب الشماسية على أن يخرج إلى الشأم بسبب ابن الخليج فوردت خريطة لست بقين منه مصر من قبل فاتك يذكر أنه والقواد زحفوا إلى الخليجي وكانت بينهم حروب كثيرة وأن آخر حرب جرت بينهم وبينه قتل فيها أكثر أصحابه ثم انهزم الباقون فظفروا بهم واحتووا على معسكرهم فهرب الخليجي حتى دخل الفسطاط فاستتر بها عند رجل من أهل البلد ودخل الأولياء الفسطاط فلما استقروا بها دل على الخليجي وعلى من كان استتر معه ممن شايعه فقبض عليهم وحبسهم قبله فكتب إلى فاتك في حمل الخليجي ومن أخذ معه
(٢٤٢)