الجيش وعلى جماعة من وجوه القواد منهم محمد بن إسحاق بن كنداجيق وخليفة ابن المبارك المعروف بأبي الأغر وابنا كيغلغ وبندقة بن كمشجور وغيرهم من القواد وأمرهم بالسمع والطاعة لمحمد بن سليمان وخرج محمد بن سليمان والخلع عليه حتى نزل مضربه بباب الشماسية وعسكر هنالك وعسكر معه جماعة القواد الذين أخرجوا وبرزوا وكان خروجهم ذلك قاصدين لدمشق ومصر لقبض الأعمال من هارون بن خمارويه لما تبين للسلطان من ضعفه وضعف من معه وذهاب رجاله بقتل من قتل منهم القرمطي ثم رحل لست خلون من رجب محمد ابن سليمان من باب الشماسية ومن ضم إليه من الرجال وهم زهاء عشرة آلاف رجل وأمر بالجد في المسير * ولثلاث بقين من رجب قرئ في الجامعين بمدينة السلام كتاب ورد من إسماعيل بن أحمد بن خراسان يذكر فيه أن الترك قصدوا المسلمين في جيش عظيم وخلق كثير وأنه كان في عسكرهم سبعمائة قبة تركية ولا يكون ذلك الا للرؤساء منهم فوجه إليه برجل من قواده في جيش ضمه إليه ونودي في الناس بالنفير فخرج من المطوعة ناس كثير ومضى صاحب العسكر نحو الترك بمن معه فوافاهم المسلمون وهم غارون فكبسوهم مع الصبح فقتل منهم خلق كثير وانهزم الباقون واستبيح عسكرهم وانصرف المسلمون إلى موضعهم سالمين غانمين * وفى شعبان منها ورد الخبر أن صاحب الروم وجه عشرة صلبان معها مائة ألف رجل إلى الثغور وأن جماعة منهم قصدت نحو الحدث فأغاروا وسبوا من قدروا عليه من المسلمين وأحرقوا وفى شهر رمضان منها ورد كتاب من القاسم بن سيما من الرحبة على السلطان يذكر فيه أن الاعراب الذين استأمنوا إلى السلطان واليه من بنى العليص ومواليهم ممن كان مع القرمطي نكثوا وغدروا وأنهم عزموا على أن يكبسوا الرحبة في يوم الفطر عند اشتغال الناس بصلاة العيد فيقتلوا من يلحقون وأن يحرقوا وينهبوا وإني أوقعت عليهم الحيلة حتى قتلت منهم وأسرت خمسين ومائة نفس سوى من غرق منهم في الفرات وإني قادم بالأسرى وفيهم جماعة من رؤسائهم وبرؤوس من قتل منهم وفى آخر شهر رمضان
(٢٣٢)