البر من جهة المشرق حتى صاروا بالماء المسمى سلمان وصار ما بينهم وبين السواد مفازة فأقام بموضعه يريد الحاج ينتظر القافلة الأولى ووافت القافلة واقصة لست أو سبع خلون من المحرم فأنذرهم أهل المنزل وأخبروهم أن بينهم وبينهم أربعة أميال فارتحلوا ولم يقيموا فنجوا وكان في هذه القافلة الحسن بن موسى الربعي وسيما الإبراهيمي فلما أمعنت القافلة في السير صار القرمطي إلى واقصة فسألهم عن القافلة فأخبروه أنها لم تقم بواقصة فاتهمهم بانذارهم إياهم فقتل من العلافين بها جماعة وأحرق العلف وتحصن أهلها في حصنهم فأقام بها أياما ثم ارتحل عنها نحو زبالة * وذكر عن محمد بن داود أنه قال إن العساكر سارت في طلب زكرويه نحو عيون الطف ثم انصرفت عنه لما علمت بمكانه بسلمان ونفذ علان بن كشمرد مع قطعة من فرسان الجيش متجردة على طريق جادة مكة نحو زكرويه حتى نزلوا السبال فمضى نحو واقصة حتى نزلها بعد أن جازت القافلة الأولى ومر زكرويه في طريقه بطوائف من بنى أسد فأخذها من بيوتها معه وقصد الحاج المنصرفين عن مكة وقصد الجادة نحوهم ووافى خبر الطير من الكوفة لأربع عشرة بقيت من المحرم من هذه السنة بأن زكرويه اعترض قافلة الخراسانية يوم الأحد لاحدى عشرة خلت من المحرم بالعقبة من طريق مكة فحاربوه حربا شديدا فساءلهم وقال أفيكم السلطان قال ليس معنا سلطان ونحن الحاج فقال لهم فامضوا فلست أريدكم فلما سارت القافلة تبعها فأوقع بها وجعل أصحابه ينخسون الجمال بالرماح ويبعجونها بالسيوف فنفرت واختلطت القافلة وأكب أصحاب الخبيث على الحاج يقتلونهم كيف شاؤوا فقتلوا الرجال والنساء وسبوا من النساء من أرادوا واحتووا على ما كان في القافلة وقد كان لقى بعض من أفلت من هذه القافلة علان بن كشمرد فسأله عن الخبر فأعلمه ما نزل بالقافلة الخراسانية وقال له ما بينك وبين القوم إلا قليل والليلة أو في غد توافي القافلة الثانية فأن رأوا علما للسلطان قويت أنفسهم والله الله فيهم فرجع علان من ساعته وأمر من معه بالرجوع وقال لا أعرض أصحاب السلطان للقتل ثم أصعد زكرويه ووافته
(٢٤٤)