بما في يدك واتركني مقيما بهذا الثغر فأبى اجابته إلى ذلك فذكر له أمر نهر بلخ وشدة عبوره فقال لو أشاء أن أسكره ببدر الأموال وأعبره لفعلت فلما أيس إسماعيل من انصرافه عنه جمع من معه والتناء والدهاقين وعبر النهر إلى الجانب الغربي وجاء عمرو فنزل بلخ وأخذ إسماعيل عليه النواحي فصار كالمحاصر وندم على ما فعل وطلب المحاجزة فيما ذكر فأبى إسماعيل عليه ذلك فلم يكن بينهما كثير قتال حتى هزم عمرو فولى هاربا ومر بأجمة في طريقه قيل له إنها أقرب فقال لعامة من معه امضوا في الطريق الواضح ومضى في نفر يسير فدخل الأجمة فوحلت دابته فوقعت ولم يكن له في نفسه حيلة ومضى من معه ولم يلووا عليه وجاء أصحاب إسماعيل فأخذوه أسيرا ولما وصل الخبر إلى المعتضد بما كان من أمر عمرو وإسماعيل مدح إسماعيل فيما ذكر وذم عمرا (ولليلة) بقيت من جمادى الأولى من هذه السنة ورد الخبر على السلطان أن وصيفا خادم ابن أبي الساج هرب من برزعة ومضى إلى ملطية مراغما لمحمد بن أبي الساج في أصحابه وكتب إلى المعتضد يسأله أن يوليه الثغور ليقوم بها فكتب إليه المعتضد يأمره بالمصير إليه ووجه إليه رشيقا الحرمي (ولسبع) خلون من رجب من هذه السنة توفيت ابنة خمارويه بن أحمد بن طولون زوجة المعتضد ودفنت داخل قصر الرصافة (ولعشر) خلون من رجب وفد على السلطان ثلاثة أنفس وجهم وصيف خادم ابن أبي الساج إلى المعتضد يسأله أن يوليه الثغور ويوجه إليه الخلع فذكر أن المعتضد أمر بتقرير الرسل بالسبب الذي من أجله فارق وصيف صاحبه ابن أبي الساج وقصد الثغور فقرروا بالضرب فذكروا أنه فارقه على مواطأة بينه وبين صاحبه على أنه متى صار إلى الموضع الذي هو به لحق به صاحبه فصارا جميعا إلى مضر وتغلبا عليها وشاع ذلك في الناس وتحدثوا به (ولاحدى عشرة) خلت من رجب من هذه السنة ولى حامد بن العباس الخراج والضياع بفارس وكانت في يد عمرو بن الليث الصفار ودفعت كتبه بالولاية إلى أخيه أحمد بن العباس وكان حامد مقيما بواسط لأنه
(٢٠٠)