يحضر من أصحابه من السميريات والجريبيات والزواريق التي فيها الملاحون الراتبة فلما تكاملت له السفن والمعابر ورضى عددها تقدم إلى أبى العباس وإلى قواد مواليه وغلمانه في التأهب والاستعداد للقاء عدوهم وأمر بتفرقة السفن والمعابر إلى حمل الخيل والرجالة وتقدم إلى أبى العباس في أن يكون خروجه في جيشه في الجانب الغربي من نهر أبى الخصيب وضم إليه قوادا من قواد غلمانه في زهاء ثمانية آلاف من أصحابهم وأمره أن يعمد مؤخر عسكر الفاسق حتى يتجاوز دار المعروف بالمهلبي وقد كان الخبيث حصنها وأسكن بقربها خلقا كثيرا من أصحابه ليأمن على مؤخر عسكره وليصعب على من يقصده المسلك إلى هذا الموضع فأمر أبو أحمد أبا العباس بالعبور بأصحابه إلى الجنب الغربي من نهر أبى الخصيب وأن يأتي هذه الناحية من ورائها وأمر راشدا مولاه بالخروج في الجانب الشرقي من نهر أبى الخصيب في عدد كثير من الفرسان والرجالة زهاء عشرين ألفا وأمر بعضهم بالخروج في ركن دار المعروف بالكرنبائي كاتب المهلبي وهى على قرنة نهر أبى الخصيب في الجانب الشرقي منه وأمرهم أن يجعلوا مسيرهم على شاطئ النهر حتى يوافوا الدار التي نزلها الخبيث وهى الدار المعروفة بأبي عيسى وأمر فريقا من غلمانه بالخروج على فوهة النهر المعروف بأبي شاكر وهو أسفل من نهر أبى الخصيب وأمر آخرين منهم بالخروج في أصحابهم على فوهة النهر المعروف بجوى كور وأوعز إلى الجميع في تقديم الرجالة أمام الفرسان وأن يزحفوا بجميعهم نحو دار الخائن فان أظفرهم الله به وبمن فيها من أهله وولده وإلا قصدوا دار المهلبي ليلقاهم هناك من أمر بالعبور مع أبي العباس فتكون أيديهم يدا واحدة على الفسقة فعمل أبو العباس وراشد وسائر قواد الموالى والغلمان بما أمروا به فظهروا جميعا وأبرزوا سفنهم في عشية يوم الاثنين لسبع ليال خلون من ذي القعدة سنة 269 وسار الفرسان يتلو بعضهم بعضا ومشت الرجالة وسارت السفن في دجلة منذ صلاة الظهر من يوم الاثنين إلى آخر وقت عشاء الآخرة من ليلة الثلاثاء فانتهوا إلى موضع من أسفل العسكر وكان الموفق أمر باصلاحه وتنظيفه وتنقية
(١٣٠)