وقصورهم وأسواقهم شيئا كثيرا واستنقذوا من النساء المأسورات والأطفال ما لا يحصى عدده وأمر الموفق بحملهم المقاتلة في سفنهم والعبور بهم إلى الموفقية وقد كان الفاجر سكن بعد إحراق قصره ومنازله الدار المعروفة بأحمد بن موسى القلوص والدار المعروفة بمحمد بن إبراهيم أبى عيسى وأسكن ابنه انكلاى الدار المعروفة بمسالك ابن أخت القلوص فقصد جماعة من غلمان الموفق المواضع التي كان الخبيث يسكنها فدخلوها وأحرقوا منها مواضع وانتهبوا منها ما كان سلم للفاسق من الحريق الأول وهرب الخبيث ولم يوقف في ذلك اليوم على مواضع أمواله واستنقذ في هذا اليوم نسوة علويات كن محتبسات في موضع قريب من داره التي كان يسكنها فأمر الموفق بحملهن إلى عسكره وأحسن إليهن ووصلهن وقصد جماعة من غلمان الموفق ومن المستأمنة المضمومين إلى أبى العباس سجنا كان الفاسق اتخذه في الجانب الشرقي من نهر أبى الخصيب ففتحوه وأخرجوا منه خلقا كثيرا ممن كان أسر من العساكر التي كانت تحارب الفاسق وأصحابه ومن سائر الناس غيرهم فأخرج جميعهم في قيودهم وأغلالهم حتى أتى بهم الموفق فأمر بفك الحديد عنهم وحملهم إلى الموفقية وأخرج في ذلك اليوم كل ما كان بقى في نهر أبى الخصيب من شذا ومراكب بحرية وسفن صغار وكبار وحراقات وزلالات وغير ذلك من أصناف السفن من النهر إلى دجلة وأباحها الموفق أصحابه وغلمانه معه ما فيها من السلب والنهب الذي حازوا في ذلك اليوم من عسكر الخبيث وكان لذلك قدر جليل وخطر عظيم (وفيها) كان احدار المعتمد إلى واسط فصار إليها في ذي القعدة وأنزل دار زيرك (وفيها) سأل انكلاى ابن الفاسق أبا أحمد الموفق الأمان وأرسل إليه في ذلك رسولا وسأل أشياء فأجابه الموفق إلى كل ما سأله ورد إليه رسوله وعرض للموفق بعقب ذلك ما شغله عن الحرب وعلم الفاسق أبو انكلاى بما كان من ابنه فعذله فيما ذكر على ذلك حتى ثناه عن رأيه في طلب الأمان فعاد للجد في قتال أصحاب الموفق ومباشرة الحرب بنفسه (وفيها) وجه أيضا سليمان ابن موسى الشعراني وهو أحد رؤساء أصحاب الفاسق من يطلب الأمان له من
(١٢٦)