تاريخ الطبري - الطبري - ج ٨ - الصفحة ١٢٨
غلمان الموفق ووجه به وبأصحابه في الشذا فوقفوا بحيث يراهم الخبيث وأشياعه فعظم ذلك على الفاسق وأوليائه لما رأوا من رغبة رؤسائهم في اغتنام الأمان وتبين الموفق من مناصحة شبل وجودة فهمه ما دعاه إلى أن يستكفيه بعض الأمور التي يكيد بها الخبيث فأمره بتبييت عسكر الخبيث في جمع أمر بضمهم إليه من أبطال الزنج المستأمنة وأفراده وإياهم بما أمرهم به من البيات لعلمهم بالمسالك في عسكر الخبيث فنفذ شبل لما أمر به فقصد موضعا كان عرفه فكبسه في السحر فوافى به جمعا كثيفا من الزنج في عدة من قوادهم وحماتهم قد كان الخبيث رتبهم في الدفع عن الدار المعروفة بأبي عيسى وهى منزل الخبيث حينئذ فأوقع بهم وهم غارون فقتل منهم مقتلة عظيمة وأسر جمعا من قواد الزنج وأخذ لهم سلاحا كثيرا وانصرف ومن كان معه سالمين فأتى بهم الموفق فأحسن جائزتهم وخلع عليهم وسور جماعة منهم ولما أوقع أصحاب شبل بأصحاب الخائن هذه الوقعة ذعرهم ذلك ذعرا شديدا وأخافهم ومنعهم النوم فكانوا يتحارسون في كل ليلة ولا تزال النفرة تقع في عسكرهم لما استشعروا من الخوف ووصل إلى قلوبهم من الوحشة حتى لقد كان ضجيجهم وتحارسهم يسمع بالموفقية * ثم أقام الموفق بعد ذلك ينفذ السرايا إلى الخبثة ليلا ونهارا من جانبي نهر أبى الخصيب ويكدهم بالحرب ويسهر ليلهم ويحول بينهم وبين طلب أقواتهم وأصحابه في ذلك يتعرفون المسالك ويتدربون بالوغول في مدينة الخبيث وتقحمها ويصرون من ذلك على ما كانت الهيبة تحول بينهم وبينه حتى إذا ظن الموفق أن قد بلغ أصحابه ما كانوا يحتاجون إليه صح عزمه على العبور إلى محاربة الفاسق في الجانب الشرقي من نهر أبى الخصيب فجلس مجلسا عاما وأمر بإحضار قواد المستأمنة ووجوه فرسانهم ورجالتهم من الزنج والبيضان فأدخلوا إليه ووقفوا إليه ووقفوا بحيث يسمعون كلامه ثم خاطبهم فعرفهم ما كانوا عليه من الضلالة والجهل وانتهاك المحارم وما كان الفاسق دين لهم من معاصي الله وأن ذلك قد كان أباح له دماءهم وأنه قد غفر الزلة وعفا عن الهفوة وبذل الأمان وعاد على من لجأ إليه بفضلة فأجزل
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (سنة ثمان وخمسين ومائتين) وما فيها من الأمور الجليلة 2
2 (سنة تسع وخمسين ومائتين) مقتل كنجور 11
3 (سنة ستين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 16
4 (سنة إحدى وستين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 18
5 (سنة اثنتين وستين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 21
6 (سنة ثلاث وستين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 32
7 (سنة أربع وستين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 35
8 (سنة خمس وستين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 42
9 (سنة ست وستين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 46
10 (سنة سبع وستين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 53
11 مقتل أحمد بن مهدي الجبائي 66
12 (سنة ثمان وستين ومائتين) وذكر ما فيها من الاحداث الجليلة 91
13 قتل بهبوذ وذكر الخبر عن سبب مقتله 98
14 (سنة تسع وستين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 101
15 (سنة سبعين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 136
16 (سنة إحدى وسبعين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 148
17 (سنة اثنتين وسبعين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 149
18 (سنة ثلاث وسبعين ومائتين) 151
19 (سنة أربع وسبعين ومائتين وسنة خمس وسبعين ومائتين 152
20 (سنة ست وسبعين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 154
21 (سنة سبع وسبعين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 155
22 (سنة ثمان وسبعين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 155
23 ذكر ابتداء أمر القرامطة 159
24 (سنة تسع وسبعين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 162
25 خلافة المعتضد 164
26 (سنة ثمانين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 165
27 (سنة إحدى وثمانين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 167
28 (سنة اثنتين وثمانين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 169
29 (سنة ثلاث وثمانين ومائتين) 173
30 (سنة أربع وثمانين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 179
31 (سنة خمس وثمانين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 193
32 (سنة ست وثمانين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 195
33 (سنة سبع وثمانين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 197
34 ذكر الخبر عن سبب مقتل محمد ابن زيد العلوي 204
35 (سنة ثمان وثمانين ومائتين 205
36 (سنة تسع وثمانين ومائتين) وذكر الخبر عن الكائن فيها من الأمور 207
37 خلافة المكتفى بالله 208
38 (سنة تسعين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 216
39 (سنة إحدى وتسعين ومائتين) وقعة صاحب الشامة 225
40 (سنة اثنتين وتسعين ومائتين) وذكر ما فيها من الاحداث الجليلة 233
41 (سنة ثلاث وتسعين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 235
42 (سنة أربع وتسعين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 243
43 (سنة خمس وتسعين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 249
44 خلافة المقتدر بالله 250
45 (سنة ست وتسعين ومائتين) وما فيها من الاحداث الجليلة 251
46 (سنة سبع وتسعين ومائتين وسنة ثمان وتسعين ومائتين 253
47 (سنة تسع وتسعين ومائتين) و (سنة ثلاثمائة) وما فيها من الاحداث الجليلة 254
48 (سنة إحدى وثلاثمائة) 255
49 (سنة اثنتين وثلاثمائة) وما فيها من الاحداث الجليلة 256