وأشركوا من لحق بهم وتواصوا بذلك وبعثوا بالأخماس والاسراء وسار البشير فسبقهم وكانوا يبشرون القبائل ويقرؤن عليهم الفتح (وكتب إلى السرى) قال كتب أبو بكر رحمه الله إلى المهاجر مع المغيرة بن شعبة إذا جاءكم كتابي هذا ولم تظفروا فان ظفرتم بالقوم فاقتلوا المقاتلة واسبوا الذرية إن أخذتموهم عنوة أو ينزلوا على حكمي فان جرى بينكم صلح قبل ذلك فعلى أن تخرجوهم من ديارهم فانى أكره أن أقر أقواما فعلوا فعلهم في منازلهم ليعلموا أن قد أساؤا وليذوقوا وبال بعض الذي أتوا (قال أبو جعفر) ولما رأى أهل النجير المواد لا تنقطع عن المسلمين وأيقنوا أنهم غير منصرفين عنهم خشعت أنفسهم ثم خافوا القتل وخاف الرؤساء على أنفسهم ولو صبروا حتى يجئ المغيرة لكانت لهم في الثالثة الصلح على الجلاء نجاة فعجل الأشعث فخرج إلى عكرمة بأمان وكان لا يأمن غيره وذلك أنه كانت تحته أسماء ابنة النعمان بن الجون خطبها وهو يومئذ بالجند ينتظر المهاجر فأهداها إليه أبوها قبل أن يبادوا فأبلغه عكرمة المهاجر واستأمنه له على نفسه ونفر معه تسعة على أن يؤمنهم وأهليهم على أن يفتحوا لهم الباب فأجابه إلى ذلك وقال انطلق فاستوثق لنفسك ثم هلم كتابك أختمه (كتب إلى السرى) عن شعيب عن سيف عن أبي إسحاق الشيباني عن سعيد بن أبي بردة عن عامر أنه دخل عليه فاستأمنه على أهله وماله وتسعة ممن أحب وعلى أن يفتح لهم الباب فيدخلوا على قومه فقال له المهاجر اكتب ما شئت واعجل فكتب أمانه وأمانهم وفيهم أخوه وبنو عمه وأهلوهم ونسى نفسه عجل ودهش ثم جاء بالكتاب فختمه ورجع فسرب الذين في الكتاب * وقال الأجلح والمجالد لما لم يبق الا أن يكتب نفسه وثب عليه جحدم بشفرة وقال نفسك أو تكتبني فكتبه وترك نفسه (قال أبو إسحاق) فلما فتح الباب اقتحمه المسلمون فلم يدعوا فيه مقاتلا الا قتلوه ضربوا أعناقهم صبرا وأحصى ألف امرأة ممن في النجير والخندق ووضع على السبى والفئ الاحراس وشاركهم كثير * وقال كثير بن الصلت لما فتح الباب وفرغ ممن في النجير وأحصى ما أفاء الله عليهم دعا الأشعث بأولئك النفر ودعا بكتابه فعرضهم فأجاز من الكتاب فإذا الأشعث
(٥٤٧)