فقال أبو بكر قد فعلت فزوجه أم فروة ابنة أبى قحافة فكان بالمدينة حتى فتح العراق (رجع الحديث إلى حديث سيف) فلما ولى عمر رحمه الله قال إنه ليقبح بالعرب أن يملك بعضهم بعضا وقد وسع الله وفتح المعاجم واستشار في فداء سبايا العرب في الجاهلية والاسلام إلا امرأة ولدت لسيدها وجعل فداء كل انسان سبعة أبعرة وستة أبعرة الا حنيفة وكندة فإنه خفف عنهم لقتل رجالهم ومن لا يقدر على فداء لقيامهم وأهل دبا فتتبعت رجالهم نساءهم بكل مكان فوجد الأشعث في بنى نهد وبنى غطيف امرأتين وذلك أنه وقف فيها يسأل عن غراب وعقاب فقيل ما تريد إلى ذلك قال إن نساءنا يوم النجير خطفهن العقبان والغربان والذئاب والكلاب فقال بنو غطيف هذا غراب قال فما موضعه فيكم قالوا في الصيانة قال فنعم وانصرف وقال عمر لا ملك على عربي للذي أجمع عليه المسلمون معه قالوا ونظر المهاجر في أمر المرأة التي كان أبوها النعمان بن الجون أهداها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فوصفها انها لم تشتك قط فردها وقال لا حاجة لنا بها بعد أن أجلسها بين يديه وقال لو كان لها عند الله خير لاشتكت فقال المهاجر لعكرمة متى تزوجتها قال وأنا بعدن فأهديت إلى بالجند فسافرت بها إلى مأرب ثم أوردتها العسكر فقال بعضهم دعها فإنها ليست بأهل أن يرغب فيها وقال بعضهم لا تدعها فكتب المهاجر إلى أبى بكر رحمه الله يسأله عن ذلك فكتب إليه أبو بكر إن أباها النعمان بن الجون أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فزينها له حتى أمره أن يجيئه بها فلما جاءه بها قال أزيدك انها لم تتجع شيئا قط فقال لو كان لها عند الله خير لاشتكت ورغب عنها فارغبوا عنها فارسلها وبقى في قريش بعد ما أمر عمر في السبى بالفداء عدة منهم بشرى بنت قيس بن أبي الكيسم عند سعد بن مالك فولدت له عمر وزرعة بنت مشرح عند عبد الله بن العباس ولدت له عليا وكتب أبو بكر إلى المهاجر يخيره اليمن أو حضرموت فاختار اليمن فكانت اليمن على أميرين فيروز والمهاجر وكانت حضرموت على أميرين عبيدة بن سعد على كندة والسكاسك بن زياد بن لبيد على حضرموت وكتب أبو بكر إلى عمال الردة أما بعد
(٥٤٩)