كيف تحيون وإلى ملك السماء ترقون فلو أنها حبة خردلة لقام عليها شهيد يعلم ما في الصدور وأكثر الناس فيها الثبور وكان مما شرع لهم مسيلمة أن من أصاب ولدا واحدا عقبا لا يأتي امرأة إلى أن يموت ذلك الابن فيطلب الولد حتى يصيب ابنا ثم يمسك فكان قد حرم النساء على من له ولد ذكر (قال أبو جعفر) وأما غير سيف ومن ذكرنا عنه هذا الخبر فإنه ذكر أن مسيلمة لما نزلت به سجاح أغلق الحصن دونها فقالت له سجاح أنزل قال فنحى عنك أصحابك ففعلت فقال مسيلمة اضربوا لها قبة وجمروها لعلها تذكر الباه ففعلوا فلما دخلت القبة نزل مسيلمة فقال ليقف ههنا عشرة وههنا عشرة ثم دارسها فقال ما أوحى إليك وقالت هل تكون النساء يبتدئن ولكن أنت ما أوحى إليك قال ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى أخرج منها نسمة تسعى من بين صفاق وحشى قالت وماذا أيضا قال أوحى إلى أن الله خلق النساء أفراجا وجعل الرجال لهن أزواجا فنولج فيهن قعسا إيلاجا ثم نخرجها إذا نشاء اخراجا فينتجن لنا سخالا إنتاجا قالت أشهد أنك نبي قال هل لك أن أتزوجك فآكل بقومي وقومك العرب قالت نعم قال ألا قومي إلى النيك * فقد هيى لك المضجع وإن شئت ففي البيت * وإن شئت ففي المخدع وإن شئت سلقناك * وإن شئت على أربع وإن شئت بثلثيه * وإن شئت به أجمع قالت بل به أجمع قال بذلك أوحى إلى فأقامت عنده ثلاثا ثم انصرفت إلى قومها فقالوا ما عندك قالت كان على الحق فاتبعته فتزوجته قالوا فهل أصدقك شيئا قالت لا قالوا ارجعي إليه فقبيح بمثلك أن ترجع بغير صداق فرجعت فلما رآها مسيلمة أغلق الحصن وقال مالك قالت أصدقني صداقا قال من مؤذنك قالت شبث بن ربعي الرياحي قال على به فجاء فقال ناد في أصحابك أن مسيلمة ابن حبيب رسول الله قد وضع عنكم صلاتين مما أتاكم به محمد صلاة العشاء الآخرة وصلاة الفجر قال وكان من أصحابها الزبرقان بن بدر وعطارد بن حاجب ونظراؤهم
(٤٩٩)